لماذا لا يطلبني زوجي للفراش؟
هل هو بارد… أم مريض… أم شيء آخر؟
في عمق العلاقة الزوجية، هناك خيط خفي من الشوق والتلهّف، من اللهفة التي تشعلها النظرات، والاحتياج الذي تفجّره اللمسات... ولكن، ماذا لو كانت تلك اللهفة غائبة؟ ماذا لو كانت الزوجة تنتظر، وتنتظر، ولا يأتيها زوجها إلا مرة… أو ربما لا يأتي إلا إن طلبت؟
هل المشكلة فيها؟ أم فيه؟
هل هو لا يشتهيها؟ أم لا يشتهي النساء أصلًا؟
هل هو متعب؟ أم مريض؟ أم... يشتهي غيرها؟
في هذا المقال، نغوص سويًّا في عمق هذا التساؤل المحرج، المؤلم، وربما الصادم، الذي تعاني منه كثير من النساء بصمت:
1. الاحتمال الأول: الفتور والبرود الجنسي
بعض الرجال – مهما بدوا أقوياء خارجيًا – يخفون برودًا جنسيًا حقيقيًا. لا يشعرون بتلك النار الداخلية التي تدفعهم للاحتياج، ولا يعيشون رغباتهم مثل سائر الرجال. وقد يكون هذا البرود نفسيًا منذ الطفولة أو مكتسبًا بسبب التربية المتشددة، أو قناعات خاطئة عن الجنس.
هذا لا يعني بالضرورة أنه لا يحبك.
ولكنه قد لا يحب الجِماع أصلًا.
2. الاحتمال الثاني: المثلية والكبت الجنسي الخفي
قد تكون الحقيقة مُرّة...
بعض النساء يُصدمن حين يكتشفن بعد سنوات من الزواج أن أزواجهن لا يميلون للنساء أصلًا، بل يتظاهرون بذلك فقط لإرضاء المجتمع.
هل هذا شائع؟ ليس كثيرًا، ولكنه موجود.
هل هو سبب لعدم الاقتراب؟ قطعًا.
فالرجل الذي لا ينجذب لجسد الأنثى لن يشتاق لامرأته في السرير، مهما كانت جميلة أو مغرية.
3. الاحتمال الثالث: الضعف أو المرض الجنسي
ضعف الانتصاب، سرعة القذف، مشاكل هرمونية، أو حتى انخفاض التستوستيرون...
كلها أسباب عضوية تجعل الرجل يهرب من الجماع، لا لأنه لا يحبك، بل لأنه يخشى أن يخذلك، يخاف أن يُفضح ضعفه.
وقد يشعر بالعار، بالعجز، أو بالنقص... فيبتعد بصمت.
4. الاحتمال الرابع: التعلق بالعادة السرية أو الإباحية
في عالم اليوم، لم يعد هذا الأمر نادرًا.
بعض الرجال يدمنون العادة السرية ومشاهدة المشاهد الإباحية إلى درجة تجعلهم غير قادرين على الاستمتاع بالجماع الحقيقي.
يتعوّدون على الخيال أكثر من الواقع…
ويُشبعون أنفسهم بعيدًا عن جسد الزوجة الحقيقية.
وفي هذه الحالة، تبدو الزوجة وكأنها "إضافة غير ضرورية"، وهذا مدمّر.
5. الاحتمال الخامس: مشاكل نفسية أو اكتئاب خفي
الرغبة الجنسية لا تنفصل عن النفس.
فالرجل المكتئب، المحبط، المضغوط، أو الذي يعاني من أزمة نفسية… قد يفقد الرغبة تمامًا.
قد يحبك، يراك، يراكِ جميلة… ولكنه ببساطة لا يقدر على الاشتهاء.
وهذا النوع من الفتور لا يُحل بالإغراء، بل بالاحتواء والعلاج النفسي.
6. الاحتمال السادس: وجود علاقة عاطفية أو جسدية خارج الزواج
وهذا هو الجرح الأكبر.
إن كان زوجك لا يطلبك، ولا يشتاقك، ويتعامل ببرود مفاجئ… فقد يكون هناك "بديل" خارجي يروي له رغباته.
الخيانة قد تكون صامتة، ولكنها تقتل الشغف داخله، وتجعله لا يرى فيك سوى زوجة… لا أنثى.
7. الاحتمال السابع: الملل العاطفي أو الجنسي داخل العلاقة
قد يكون السبب بسيطًا ولكنه مؤلم: الملل.
تكرار نفس الحركات، غياب العفوية، الروتين القاتل… كلها أسباب تقتل رغبة الرجل في الاقتراب.
هو لا يرفضك… لكنه لا يشتاقك أيضًا.
وفي هذه الحالة، الحل بيدكما: التجديد، واللعب، وكسر الروتين.
في الختام...
إن كان زوجك لا يطلبك…
لا تتسرّعي في الحكم عليه بالبرود، أو الخيانة، أو الشذوذ.
ولكن لا تتجاهلي الإشارة أيضًا.
اسأليه، صارحيه، وراقبيه…
ثم قرّري ما يجب فعله، بوعي لا بخوف، وبكرامة لا بضعف.
أنتِ تستحقين أن تُرغبي، أن تُشتهَي، أن تُطلبِي شوقًا لا تكليفًا.
فالحبّ لا يكتمل من طرف واحد، ولا تنبت الرغبة في أرض قاحلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق