إتيكيت الحديث إلى المعارف والأصدقاء وحتى الغرباء.

Collapse

X
Collapse
  •  

  • إتيكيت الحديث إلى المعارف والأصدقاء وحتى الغرباء.

    قبل أن تتحدثي، فكري بالموضوع الذي يستحق الحديث فيه، هل الموضوع واضح ومعروف؟ هل الشخص الذي ستتحدثين إليه مثقف؟ وما نوعية المواضيع التي تستهويه؟ من الصعب جداً الحصول على التوليفة الصحيحة للمحادثة الناجحة، ولكن بشكلٍ عام، إن أي حوار يدور يجب أن يشمل ثلاثة عناصر أساسية: إجمعي مكونات جيدة للحوار، وتبليها وامزجيها بأفكاركِ الخاصة، وقدميها بشكلٍ جذاب، لتجمعي مكونات الحوار إقرئي الكثير من المصادر، كالجرائد التي تعبر عن وجهات نظر تتعارض مع تفكيرك، والمجلات التي تحوي على مقالات مدروسة ومستفزة، والكتب التي تتحدث عن الأماكن والشخصيات المعروفة، وكل أنواع الروايات حتى الخيالية منها.
    إتيكيت-الحديث-إلى-الأصدقاء
    • إذا لم تمتلكي الوقت الكافي لقراءة جريدتكِ بأكملها، فاقرئي العناوين الرئيسية والفرعية بعناية على الأقل، فهي توفر لكِ المعلومات بشكلٍ موجز، ثم بعد ذلك ابدئي بقراءة المقالات بحسب وقتكِ المتوفر ورغبتكِ في ذلك.
    • وإذا فاتكِ جزءٌ من الأخبار اليومية في وسط الأسبوع فحاولي مطالعة الملخص في الجرائد الأسبوعية أو المجلات الإخبارية، ولكن هذه الحقائق الموجزة ليست مكون كافٍ إلا إذا تبلتها بالآراء المختلفة ومزجتها بالخيال، فلا يوجد شيءٌ أكثر مللاً من التحدث وكأنكِ دائرة معارف متحركة، لأن سرد الحقائق بشكلٍ جامد يُفقد الحديث لذته.
    • قد تقابلين من حينٍ لآخر أشخاصاً يبعثون التسلية والأنس في روحك، ولكنهم للأسف قلة قليلة، ومعظمنا يحتاج بشدة إلى أن يكون برفقة أشخاص يساعدوننا على تزويد مخزون معلوماتنا بالكثير من المواضيع المفيدة والمشوقة، فالحوار المشوق عادةً ما يحتوي على تبادل للآراء بشكلٍ مفعم بالحياة، فهو ليس تصريحات جازمة، تُلقى وكأنها نوعٌ من الوحي أو النبوءات، بل آراء قابلة للنقاش.
    • ويجب أن يكون لديكِ القدرة على التعبير عن أفكاركِ وتقبل الأفكار المعارضة والإستماع إليها ومناقشتها بهدوء وعقلانية، فالإفصاح عن أرائكِ بتعصب لا يعني بأنها حتمية، بل على العكس، حاولي تذكر مقولة: «لا تتحدثي بصوتٍ عال، فأنا أستطيع سماعك»، لأن جمهوركِ سيصُم أذانه تلقائياً عند سماعكِ وسيحجب عقله عند تلقي أي من أرآئك.

    ومن المهم أيضاً أن تكوني على إدراك تام بالقضايا الحالية حين تتحدثين عنها، فليس من الضروري أن تكوني محامية أو شخصية مهمة في الدولة حتى تعرفي أن هذا الفصيل أو الحزب المعين لديه ميول ذات فائدة أم لا، استخدمي فطنتكِ حين تحكمين على قضيةٍ ما لتعرفي ما إذا كان ذلك الأمر مفيد للبعض ومضر للبقية أم لا، فهل أنتِ في حاجة إلى تنمية معرفتكِ في هذا المجال لتناقشيه؟ إذا كنتِ كذلك، فحاولي أن تقرئي الأخبار بعينٍ فاحصة لتعرفي ما وراء المقال الذي تقرئين ... إقرئي ما بين السطور.

    إن أكثر المتحدثين مللاً هم أولئك الذين يتهربون من أي حوارٍ جدي، وإذا تطرقتِ معهم لذكر أي نزاع بين فصيلين (سواء كان الموضوع سياسياً أم دينياً أو أي موضوع جدي آخر) يهزون أكتافهم ويقولون : «لا أعرف أي شيء عن هذا الموضوع»، أعتقد بأن هذا النوع من البشر يجب وضعهم في وسط حلبة صراع ليقاتلوا بعضهم البعض، تعرفي على العالم من حولك، واعرفي عما تتحدثين.
    عن ماذا تتحدثين؟

    ما الذي يمكن أن تتحدثي عنه؟
    تحدثي عن الأشياء التي تهم مستمعيكِ وتهمكِ في نفس الوقت، فمثلاً إن كان لديكِ هواية مفضلة فتحدثي عنها وحالما تشعرين أن الشخص الآخر قد فقد اهتمامه بالموضوع وشرد ذهنه، قومي بتغيير الموضوع على الفور، فقد تتحدث امرأة تهوى البستنة عن هوايتها لساعات بشكلٍ مشوق ولا يبعث بالملل حتى وإن لم يكن هذا الموضوع يستهويك، ولكن إذا تحدثت عن الأمر بشكلٍ تقني مليء بالإرشادات التي لن يستفيد منها أحد غير البستانيين المحترفين، فستبدو مملة ومضجرة بالتأكيد.

    وإذا كنتِ تعرفين بأن محدثكِ مهتم بهوايةٍ ما، فدَعيه أو دعيها تتحدث عنها وتتباهى بها حتى وإن لم تهتمي بنفس الموضوع، فقد يكون هناك جُزئية تجذب اهتمامكِ وتكون مدخلاً لحوارات وأفكار أخرى.

    هنالك قاعدة جيدة أخرى وهي ألا تتحدثي عن صحتكِ ولا تعددي أعراضكِ المرضية ولا تحكي عما تناولته في وجبة الإفطار أو الغداء أو ما أكلتهِ في حفلة عشاء ليلة البارحة في منزل صديقتك، كأن تقولي:

    «في حفلة عشاء البارحة تناولنا عصير الطماطم أولاً، بالطبع لم يكن أول شيء أتناوله هناك، فقد شربتُ قبل ذلك كأس من عصير الكوكتيل في غرفة المعيشة مع مقبلات رائعة كانت عبارة عن شطائر صغيرة محشوة بالجبن والجرجير، ثم بعد ذلك تناولنا عصير الطماطم وقُدمت لنا شرائح اللحم والبطاطس المقلية مع حفنة من البازلاء و ...».

    في هذه اللحظة قد يكون مستمعكِ إما ميتاً من الجوع أو قد قرر ألا يأكل مرة أخرى، وبهذا ستكونين قد خلقتي لنفسكِ سمعة راسخة في أذهان الجميع عن محادثاتكِ المضجرة.

    إحذفي التفاصيل المزعجة

    إن المرأة التي تتطرق في حديثها إلى تفاصيل ليس لها صلة بالموضوع الأساسي أكثر مللاً من تلك التي تروي مشاكلها الخاصة للآخرين، فعندما تسردين حكايةً ما، تذكري بأن الإيجاز كان وسيظل دائماً هو الأسلوب الأذكى، اختصري توافه الأمور التي يمكن أن تخرب متعة أي قصة مشوقة.

    بعض الناس يحكون القصص بهذه الطريقة:

    «في ذلك اليوم رأيتُ أمراً مشوقاً جداً في الحافلة، كنتُ في الحافلة متجهة إلى وسط المدينة يوم الأربعاء، لا لم يكن الأربعاء بل الخميس، لا لا ليس الخميس، تذكرت الآن كان يوم الأربعاء، وكنتُ في الحافلة المتجهة إلى الجادة الخامسة، لا بل المتجهة للجادة الثامنة مرورنا بجانب صالون التجميل الذي تذهب إليه أختي أسبوعياً لأنه محل راقٍ وعملهم رائع جداً، المهم، جاء رجلٌ ... ».

    بمجرد انتهاء سماعكِ لكل هذه الأحداث غير المهمة، ستكونين قد فقدتي اهتمامكِ بالقصة بأكملها، لأن تحديد اليوم وذكر اتجاه الحافلة لا يشكلان أيُ فرقٍ في مجرى الأحداث، لذلك عندما تسرُدين حكايةً ما أو تعَبرين عن رأيٍ ما، حاولي ذِكرُ الأمور المهمة بإيجاز واختصري مواضيع أحاديثكِ حتى يتمكن المستمع من تتبع تسلسلِ الأحداث بسهولة.

    هل الحديث مبالغ فيه؟ لا، ولكن إذا استمعتِ بعناية للمحادثات العادية التي تسمعينها في المنزل أو عند الأصدقاء أو في الحافلة، ستلاحظين بأن حكايات الناس تختلف بحسب اختلاف تفكيرهم، فلا يمكن أن يكون هناك قصة واحدة معتمدة إلا إذا كان جميعُ البشر متحدون بطريقة تفكير واحدة.

    من هو المستمع الجيد؟
    • على العكس مما يبدو عليه الأمر، المستمع الجيد ليس الشخص الذي يجلس أمامكِ ويستمع إليكِ وحسب، فهذا ليس كافياً، يجب أن تُبيني في تعابير وجهكِ وأسئلتكِ وتعليقاتكِ بأنكِ لا تستمعي بأذنيكِ فقط ولكن بعقلكِ وبكل أحاسيسكِ الأخرى.
    • عليكِ أن تشاركي في الحديث، وإذا لم يكن لديكِ المزيد من الأفكار لإضافتها، فيمكنكِ القيام بدورٍ فعّال من خلال إبداء موقف إيجابي لا سلبي، ولا تقاطعي الآخرين، فإذا كان أحدهم يُلقي نكتة أو يسرد حكاية ما لمجموعة من الناس كنتِ قد سمعتها من قبل، فلا تقاطعي كلامه بأن تقولي: «أوه، أنا أعرف هذه الحكاية من قبل»، فهذا يأخذ الرياح بعيداً عن أشرعة الرواة ويسبب موقف محرج جداً للراوي أمام الآخرين.
    • وفي المقابل، إذا سرد أحدهم لكِ مباشرة قصة قد سمعتها من قبل، فحاولي أن توقفيه بأي طريقة كانت في أول لحظه تميزين فيها القصة، فإن هذا ألطف بكثير من الانتظار حتى نهاية القصة لترسمي على وجهكِ ضحكة باردة ومصطنعة.
      إضافة التعليقات للأعضاء فقط سجلي معنا وكوني إحدى عضوات موقعنا رووج أحمر.

    نشط حاليا

    Collapse

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎