إن السبب الرئيسي للأخلاق السيئة في الحافلات والعربات مُتأصل بعمق في مفهوم غريب وخاطئ، فبعض النساء تدفع مبلغاً زهيداً من المال لقاء وسيلة ركوبها وتتوقع، بل وتطالب، بالراحة التي تجدها في سيارة خاصة يسوقها سائق خاص، وسلوكها الظاهر للآخرين يدلُ على أنها متعودة على أرقى نواحي الحياة بما في ذلك الخصوصية والمقاعد المخصصة للشخصيات المهمة.
وحين نقول بأن سلوكها وتصرفاتها واضحة وجلية فنحن نقصد ذلك حرفياً، فهي عادةً ما تفصح عن ملاحظاتها الجارحة للأشخاص الذين تراهم مصدراً للإزعاج من حولها، وغالباً ما تتضمن هذه الملاحظات لمحات واضحة للإنحياز العنصري.
إذا سبقها عاملٌ مُتعَب في الجلوس على مقعدٍ شاغرٍ أمامه وهي على بضع أقدام منه، فإن هذا سيولد لديها شعورٌ بالإنهيار الإرستقراطي، وإذا قام شخص ما بنكزها من دون قصد أثناء ترجلها عن الحافلة، فهي سترمقهُ بنظرةٍ قاتلةٍ تترافق مع تعليقات جارحة.
وحين تتواجد في الحافلة تفترض بأن كل من فيها هم مجموعة من الصُم وتبدأ على الفور بسرد لمحات خاطفة عن حياتها العائلية وحكايات الصحف وأمور سرية جداً في عملها، صوتها يحملُ في طياته نغمة غريبة مرتفعة غالباً ما تدل على ثقةٍ كبيرة بالنفس، ولكن مع أسلوب سيئ في التعامل مع الآخرين.
كلُ راكبي وسائل النقل، رجالاً كانو أم نساء، فقراء كانو أم أغنياء، لديهم نفس المكانة مثلهم مثل أي راكبٍ آخر، وليس لديكِ الحق في الحصول على مقعدٍ أفضل من الآخرين، كما أنكِ ملزمة بأن تتحلي بأكثر قواعد الإحترام صرامة، ومن أجل أن تتحملي الوضع عند تواجدكِ وسط حشدٍ كبير من الناس، فعليكِ أن تتقيدي بمجموعة قوانين التسامح ورحابة الصدر.
إن ضرورة انتقالنا من مكانٍ إلى مكانٍ آخر هو السبب الوحيد الذي يدفعنا للسفر، وما يظهرُ على وجهنا عند الوصول يعكس التجربة التي مررنا بها، وحين تتصرفين بفظاظة وتسمحين للآخرين بأن يستفزونكِ لدرجة توصلكِ للشعور بالإستياء الشديد، فإن هذا كله سيظهر جلياً على ملامح وجهك، لذلك إذا أردتِ أن تبدين كامرأة جذابة وساحرة فما عليكِ إلا أن تكوني رقيقة ولطيفة وتتقبلي مرافقيكِ في وسائل النقل المشتركة بأخلاقٍ وسلوكٍ يعكسان هدوئكِ وصفاء ذهنك.