لنراقب قليلاً طريقة عملها:
هي تصل إلى الحفلات دائماً متأخرة ولاهثة لتقتحم غرفة الجلوس دون أن تقلع قبعتها ومعطفها (لتميز نفسها تلقائياً عننا نحن بقية البشر)، لديها دائماً (برقية) مستعجلة من الأخبار والقصص لثلاثة أشخاص على الأقل في المجموعة، وبالكاد يمكنها الانتظار لتُنهي حديثها مع الشخص الأول لتنتقل إلى الشخص الآخر حتى وإن كان يقف على مسافة بعيدة نوعاً ما عنها، وبما أنها تتحدث وهي لاتزال واقفة، فإن كل الرجال من حولها سيظلون واقفون أيضاً، وبعد أن تتمكن من جذب كل العيون إليها، ويصبح الجميع لها منصتون، تبدأ بإطلاق أحدث قصصها بأكثر الطرق البديهية تألقاً، يحتاجُ الأمرُ بضع دقائق فقط قبل أن يتجمهر الحشد من حولها.
إن هذه المرأة تمكنت من استخدام تقنية ممتازة لتحقيق هدفها، ولكن للأسف، أمسية بعد أمسية، سيبدأ الإجهاد يظهر جلياً عليها وعلى من حولها من الأصدقاء، فهي قد قامت ببناء علاقتها مع الآخرين على أساس البراعة الفنية الراقية، لا على سحر الجاذبية الحقيقي، وفي كل أمسية تحتاج إلى القيام بمجهود جبار لتحقيق ذات الهدف، وحين تصل إلى الخمسينيات ستكون مجرد مصدر للإزعاج الدائم في نظر الآخرين.
بالنسبة للفتياتِ الأصغر سناً، فإن من تسرق الأضواء هي تلك الفتاة التي يظن الصبيان من حولها بأنها مثيرة للإعجاب لفترة قصيرة من الوقت، ويتجمعون حولها ليستمعوا إلى ضحكاتها الفاتنة الرنانة وكلماتها اللامعة، ولكن في وقتٍ قصير وبشكلٍ مثير للدهشة، تجد نفسها أصبحت بعيدة عن مركز اهتمام من حولها تدريجياً، لأنها ببساطة لم تترك المجال لأي شاب من حولها أن يتألق و يبرز بجانبها، هذه الفتاة جذبت انتباه مستمعيها على حساب بقية الفتيات الأخريات، ولهذا أمامها خياران: إما أن تُصبح مكروهة ومنبوذة أو أن تتغير لتُصبح إحدى أفراد المجموعة وتأخذ دورها المنصف في دائرة الضوء مثل البقية.
ما هو الحد الفاصل بين كونكِ مثيرة للاهتمام أو كونكِ مصدراً للإزعاج؟
إن ذوقكِ الرفيع وإخلاصكِ وخيالكِ الواسع هم من سيخبرونكِ بذلك، فإذا تأخرتِ مرة أو مرتين في الوصول بدون قصد، وإذا صادف أن لديكِ أمرٌ ممتع ومثير للإهتمام لدرجة لا تستحق الإنتظار إلى أن تخلعي قبعتكِ ومعطفك، وإذا كان لديكِ الحكاية المناسبة التي ستُعيد الحيوية والتفاعل إلى مجموعة خاملة من الناس، فأنتِ في هذه الحالة مؤهلة لأن تكوني تحت دائرة الضوء، تماماً كالممثلة التي تبرع في أداء دورها بإتقان لتجعل أي مشهد ممل نابض بالحياة من خلال التوقيت والحوار الجيد.
ولكن إن أي ممثلة تسرق الأضواء في كل المشاهد ستكتشف لاحقاً بأن حتى أكثر الآراء لطفاً ستقدر كفاءتها، ولكنها ستستهجن تفاخرها بذلك، فجمهوركِ سيتحاشى مشاهدة أدائكِ مهما كنتِ بارعة في ذلك، ومهما كانت أمسيتهم مملة، لأنهم يعرفون بأنهم سيظهرون في خلفية مسرحكِ كإضافات.
هل أنتِ إحدى أولئك النساء اللواتي يتفادينهن صديقاتهن في جولات التسوق؟
إذا كنتِ كذلك، فعليكِ التفكير في أمرين اثنين:
- أولاً: حددي مقدماً الأشياء التي تريدين شراءها.
- ثانيا: فكري ملياً في البائعة.
فهي تظلُ واقفة طوال اليوم على قدميها لقاء أجرٍ زهيد لا يستحق كل هذا الجهد والعناء، وهذا الأجر يعتمد على كمية مبيعاتها، ولا يتضمن البضاعة المردودة إليها، وعليها احتمال كل أنواع الزبائن، فالزبون دائماً على حق!
إذا لم تحددي ما الذي تريدينه من قبل أن تذهبي للتسوق، فأخبريها بأنكِ تمرين لتأخذي فكرة عامة فقط عن المعروضات، وإذا كان لديها الوقت الكافي فسوف تساعدكِ أكثر بسبب مصداقيتكِ معها، ولا تقللي أبداً من قيمة السلع المعروضة، فإذا لم يعجبكِ ما تعرضه البائعة فلا تشتريه ولا تُلقي اللوم عليها فهي لم تشتره أيضاً، وفي الأخير نستخلص العلاقات الإنسانية في قاعدة واحدة: حاولي أن تضعي نفسكِ مكان الآخرين وفكري بشعورهم وردود أفعالهم ووجهي طريقة تعاملكِ معهم على هذا الأساس.
تعاملي مع الآخرين بالطريقة التي تريدين أن يُعاملوكِ بها