أخلاق تلك الحقبة الزمنية ولّت وعفا عليها الزمن، فكون المرأة صارمة في التعامل مع الآخرين لا يمتُ لسحرُ الجاذبية بصلة، واليوم عادت الأنوثة تتجلى بوضوح على ملابسنا وتصرفاتنا كنساء، فنحن لا ننافس الرجال في أعمالهم ولكننا نعمل معهم جنباً إلى جنب بتفاهم، قد نلاحظ أن بعض من أخواتنا الأكبر سناً لازلن يتصرفن بذلك المبدأ القديم، فوجوههن تدل على الثقة بالنفس، وأقل كلمة تُقال لهن تعطيهن الدافع للعمل والإنجاز، ويتبعن خطى طريق قد تغير بالفعل في العصر الحالي.
بالنسبة للثلاثينات وبداية الأربعينات، تطلب الأمر أسلوب مختلف للتعامل، فالمرأة الناجحة في منزلها وعملها هي تلك المرأة التي تُساهم بكفاءتها وموهبتها في المجتمع كامرأة من دون أن تتقمص التصرف الذكوري، فنجحت هذه المرأة في مجال فن الهندسة المعمارية لأنها تعرف تماماً كيف تريد المرأة أن تعيش، وغزت دُور النشر لأنها تعرف ما الذي تحب المرأة أن تقرأه، واستولت على النصيب الأكبر في مجال الدعاية والإعلان لأنها تعرف ماذا تقول لتقنعها بشراءِ الأشياء، ومع الوقت بدأت تدريجياً اللمحات الذكورية بالإختفاء من الأزياء التي ارتدتها المرأة في تلك الفترة الزمنية.
أما الآن، فالعمل الصالح والعمل السيئ والصواب والخطأ كلها اصبحت مفردات لا تنطبق على السلوكيات في المواقف الإجتماعية المختلفة، بل أصبحت مفردات مثل حكيم وغير حكيم و جذاب وأخرق هي المعايير التي يمكن من خلالها الحكم على أوضاع حياتنا اليومية والتساؤلات التي تنبع منها.