إن كنت غاضبة منذ وقت طويل، وإن كنت قد نسيت السبب التي أنت غاضبة من أجله، حان الوقت لتتركي ذلك الغضب يمضي في سلام، (تعلمي أن تتعايشي مع نفسك): هي جملة قصيرة واحدة، لو استطاعت جميعُ النساء قراءتها وفهمها وتطبيقها في حياتهُنّ، لما كان هنالك امرأة عصبية واحدة على وجه الخليقة، حسّني من نفسكِ بالقدر الكافي لتتمكني من تكييف حياتكِ مع الآخرين، ولكن تقبلي نفسكِ كما هي حقاً، فإذا كنتِ شخصية مكابرة وعنيدة، فحاولي ردع هذا السلوك وتعديله ليتناسب مع نموذج حياتك، وتوقفي تماما، عن الانتظار، لا تنتظري أن يأتي شخص ما ليغير لك حياتك، فحياة الناس لا تتغير بسبب الآخرين، كل التغييرات تأتي من الداخل.


لا تحملي الآخرين نتيجة قراراتك، فإن أكثر النساءِ اللواتي عرفناهُنّ بؤساً من معارفنا كانت ربة بيت جيدة جداً على الرغم من أنها بدأت حياتها كنحاتة، لم تتمكن تلك المرأة من تقبل واقعها كربة بيت عادية، فحوّلها إحباطها بسبب تركها للفن إلى امرأة رديئة الطباع مع كلِ من حولها، وتحولت من سيدة فاضلة ومتفائلة إلى شخصية لئيمة وضيقة الأفق، تتوق بشدة إلى إدانة أي شخص يقوم بالشيء الذي تشتاق للقيام به ولو سراً (النحت)، وحتى أكثر صديقاتها لباقةً وتقديراً للآخرين اعترفت بأنها أصبحت شخصية لا عقلانية ومتهكمة وجشعة بتبجحٍ واضح، وعلى الرغم من أن كل هذه الصفات لا تتقمصها جميعاً في آنٍ واحد، إلا أنها حين تتصرف بإحدى تلك الصفات فهي لا تتصنعها بل تعيشها بكل تفاصيلها.


فإذا لاحظتِ أن شخصيتكِ أصبحت متقلبة وسريعة الإنفعال، فابحثي عن السبب، صارحي نفسك، ولا بأس من الإعتراف بأنك اتخذت ذات يوم قرارات خاطئة، لكن تأكدي أن الناس ليست هي السبب في مشاعرك السلبية تلك،

لن يكون السبب هو أن الناس من حولكِ يسيئون إليك، بل لأنكِ تتصرفين بطبيعتكِ التي أنتِ عليها،

تعودي أن تخاطبي نفسكِ لتصلي إلى السبب الحقيقي، هل زوجكِ من النوع المغازل؟ هل أنتِ غيورة ولا تثقين بنفسك؟ هل أنتِ مُثقلة بالكثير من الأعمال أم أنكِ لستِ مؤهلة لذلك؟ هل تشعرين بالاستنزاف لأنك لا تعرفين كلمة لا؟


اعترفي بعيوبكِ لنفسك، فعيوبنا لا تشوهنا ولا تفسدنا، ولكن رفضنا الاعتراف بها وعدم تقبلنا لأنفسنا كأشخاصٍ غير مؤهلين هو من سيدمر حياتنا مع الوقت، لذا توقفي عن لعب دور البطولة وتعرفي على صفاتكِ السلبية وتعلمي إما أن تتخلصي منها أو أن تتعايشي معها، وأفضلُ ما في الأمر هو أنكِ لستِ مضطرة لتبرير كل تلك التصرفات اللئيمة، والمنتشرة بين نساءِ اليوم، لا أحد آخر يحتاج إلى معرفة الصفات التي تُطلقينها على نفسكِ لذلك من الأفضل ألا تبوحي بها لأصدقائك، ولكن لا تخافي من الاعتراف بحماقاتكِ لنفسك، فمواجهة الواقع تعني بأنكِ قد وصلتي لمرحلة القبول الذاتي الصادق.

يمكن للمرأة في الخمسينيات من عمرها أن تكون مرحة وجذابة وساحرة، ولكن فقط إذا اقتنعت بأنها في الخمسين من عمرها، لانها إذا عاشت في نُكرانٍ لعمرها الحقيقي فستبدو سخيفة في عيون الآخرين.
  • هل لهذا علاقة بالسحر؟ ما مدى قبول المرأة التي تخبرك دائماً عن معاناتها في تحمل عبء حياتها المنزلية؟ وكيف يمكن مقارنتها بالمرأة التي لا تخبرك بشيء لأنها تعلم بأنها مزعجة ومتطلبة؟
  • ما مدى سحرُ المرأة التي تُخبرك عن الإهانات التي تعرضتِ لها على أيدي سيدات النادي؟ وكيف يمكنكِ مقارنتها بالمرأة التي تعرف بأنها لن تحصل على ثقة أعضاء النادي فتفضل أن تلوذ بالصمت؟
  • من هي المرأة التي يمكن وصفها بالحكيمة والمتعقلة؟، أهي المرأة التي تتحدث عن سيارة جارها الجديدة على أنها رمزٌ للتفاخر في حين أنه لا يمكنه تحمل قيمتها، أم تلك التي لا تقول شيئاً لأنها تعرف بأنها تشعر بالغيرة وربما ظهر ذلك في حديثها؟
ماسر غضب بعض النساء؟






السحرُ أشبهُ بفستانٍ جميل، يمكن أن يحصل عليه الجميع ولكنه سيبلى ما لم تقوم الشخصية التي ترتديه بترتيبه والاعتناء به.

هل يمكنكِ أن تتعلمي كيف تسحرين الآخرين؟
هل يمكنكِ تعلُم إلقاء التعاويذ السحرية على الأصدقاء والمعارف؟
هل يمكنكِ الحصول على بعض الحيل السحرية السهلة؟


إذا كنتِ تعتقدين أن السحر يمكن تعلمهُ في ثلاث خطوات سهلة، فأنتِ مخطئة، وإذا كان هذا صحيحاً لما تبقى شخصٌ مرفوض وغير مرغوب فيه على وجه الأرض.

ستعرفين بأنكِ تسيرين في الطريق الصحيح عندما تعترفين برغبتكِ في أن تكوني محبوبة، فالخطوة الأولى تنتهي بمجرد اعترافكِ بأنكِ تطمحين للوصول إلى التقدير والهيبة والشهرة، وما يتبقى عليكِ فعله بعد ذلك هو أن تُدركي بأن ما تريدينه هو بالضبط ما يريده الآخرون، فامنحي الآخرين الإحترام والهيبة التي يستحقونها ممزوج ببعض الود والدفء وستجدين نفسكِ محاطة بأشخاصٍ ساحرون، ولن تتمكني من تحقيق ذلك إلا إذا عُدتِ إلى أسلوب التعامل الودي البسيط في طفولتك، حين كان كل ما عليكِ تذكره هو أن تكوني لطيفة مع الآخرين، فقلبكِ البريء لم يكن يحمل أي خوفٍ أو قلق تجاه أحد.


يتحدث الناس عن سحر الطفولة كما لو كان السحر يتعلق بالعمرِ فقط، ولكنه ليس كذلك، فالجوهر الأساسي للذات الطفولية يمكن أن يتخلل شخصيتكِ طوال العمر، فهو يزيلُ الخوف ويثيرُ فضولاً مستمراً تجاه الناس والعالم بأسره، ويولد اهتماماً بالغاً بالناس لدرجة تفوق الإهتمام بالنفس، فحين تقابلين الناس بروحٍ مليئة بالثقة والإهتمام الودي، فإن ذلك يولد ذبذبات عميقة من الحميمية فيما بينكم، وسيشعرون بكرمكِ تجاههم، أضيفي إلى ذلك اللطف إيماءة الطمأنينة التي تبعثينها لهم حين يتعثرون.


هذه ليس وصفة طبية يمكن المواظبة عليها، بل تغيير حقيقي للقلوب يجعلكِ تهتمين بالآخرين أكثر من نفسك، وهذه هي التعويذة السحرية التي تستحوذ على ألبابِ الآخرين، أما بالنسبة لمستحضرات التجميل والملابس والتأنق وهندمة المظهر والتفكير الإيجابي، فهي جميعها من الضروريات، لأنها تجعلكِ تنسين نفسكِ وتهتمين بالآخرين وأنتِ واثقة بنفسك، ولكنها مجرد أدوات للإستعراض قد تفشل في تأدية دورها إذا لم تتوقفي عن لعب دور البطلة وتصبحين أنتِ وجمهوركِ في مقامٍ واحد.