ماهي الطريقة الأفضل، للتعامل مع الزوج الشكاك، أو المصاب بداء الإرتياب في الآخرين؟ أو ذلك الذي لا يكف عن توجه الأسئلة والإتهامات إليك؟ كيف تتعاملين معه، كيف تتصرفين مع هواجسه التي ليس لها أية صلة بالواقع؟ إن الزوج الشكاك، غالبا ما يعاني أساسا من شعور بعدم الأمان، وتزداد تلك المشاعر حينما يشعر أن هناك معلومات لا يعرفها عنك، لذلك يستمر في السؤال عن كل صغيرة وكبيرة، ويبحث عميقا في تفاصيل ليست ذات قيمة، وهذا يسبب الكثير من الضيق، والتشويش للزوجة، ويحط من ثقتها في نفسها أحيانا، وأحيانا أخرى يشوه علاقتها بزوجها، ونظرتها له.

محتويات الموضوع:
  • من هو الزوج الشكاك؟
  • طرق التعام مع الزوج الشكاك.
  • أسباب إصابة الزوج بالشك.
  • الزوج الشكاك يمكن أن يصبح خطرا.
  • الزوج الشكاك والوسواس القهري.
  • لماذا يراقب الزوج الشكاك زوجته.
  • تلك الشكوك لا تعنيك.
  • لا تتأثري بتلك الشكوك.
  • تجنبي إتخاذ موقف دفاعي.


الزوج الشكاك، يمكن أن يتمادى مع الوقت، وتتدهور حالته إلى مرحلة سيئة، فقد يصبح عصبي المزاج، أو عدواني، يجب على الزوجة أن تكون حذرة للغاية في التعامل مع زوج من هذا النوع، ويجب أن تعرف من خلال الملاحظة ما هي المرحلة التي وصل إليها زوجها، هل وصل إلى مرحلة إلقاء إتهامات عليها، حينما يبدأ الزوج الشكاك في إلقاء الإتهامات، وكأنه واقع يصدق به، يصبح من الصعب الإستمرار قبل أن يحصل على العلاج اللازم، فالشك مرض، إنه ليس كمشاعر الغيرة، والشك الصحي، فالشك الصحي يبقى مجرد سو ظن مؤقت، لا يعلن الإنسان عنه حتى يتأكد من صحته أو عدم صحته، لكن الشك المرضي، يجعل المريض حاد الطباع، ويصدق هواجسه واوهامه التي تنبع أساسا من عقد نفسية قديمة لديه، وليس لها أي صلة بالواقع، ومهما وجد من أدلة تنفي هواجسه وشكوكه، لا يصدقها، بل يستمر في تصديق أوهامه، وقد يتخذ إجراءات أيضا بناءا على تلك الأوهام، كأن يوجه اتهامات صريحة للزوجة، فيخبرها مثلا بتفاصيل علاقة بينها وبين زميل لها يتخيلها هو في مخيلته، لا أساس لها من الصحة، وتصاب هنا الزوجة بالصدمة والذهول، حتى أنها قد لا تعرف كيف ترد من هول الصدمة، وذلك لانها تجده يفكر في مكان لم يخطر لها أساسا على بال، ويتهمها في علاقة مع إنسان ليس لها علاقة به بتاتا.


و
قد تتطور الأمور أكثر، حينما يذهب الزوج لمراقبة الزوجة، أو مواجهة الزميل، او أن يضرب الزوجة لأنها تأخرت قليلا في الخارج لسبب ما،

في جميع الحالات الشك مرض لا بد من علاجه، والزوج الشكاك هو كالزوجة الشكاكة، كلاهما خطر كبير على العلاقات الزوجية، مهما كانت نسبة الشك، لذلك من المهم علاج مرض الشك، والقضاء عليه، قبل البدء في علاقة الزواج،

وإليك الآن مجموعة من النصائح للتعامل مع الزوج الشكاك:

تلك الشكوك لا تعنيك:

أولا يجب أن تعلمي أن شكوك زوجك أو شريك حياتك، ليست لها علاقة بك، لا من قريب ومن بعيد، مهما كانت تبدوا مصاغة بشكل يدعو للتصديق، يجب أن لا يسبب لك ذلك الصدمة، او الذهول، فغالبا ما تكون تلك الأفكار مجرد أوهام، ناتجة عن مشاكل وأسباب حدثت في ماضيه، وبالتالي، لن ينفعك الدفاع عن نفسك، أو تبرير أفعالك ولا بأي صورة من الصور، ومهما حرصت بصراحة مطلقة معه، ومهما وضحت، وقدمت من دلائل، فإن الشخص المصاب بمرض الشك، لا يستجيب، وبالتالي تجدين نفسك مستنزفة عاطفيا، نفسيا، ومعنويا، والحل الأمثل في مثل هذه الحالة هي قول الحقيقة، مرة واحدة فقط، ثم تجاهل الأمر برمته.


تميل بعض النساء إلى تعزيز، وتغذية ميول الرجل الشكاك للتعبير عن شكه، من خلال الكشف عن تفاصيل الأحداث، والتحدث عن الدلائل، والتصرف بوضوح مبالغ فيه، كل هذا على أمل أن يكف الزوج عن الشك، لكن الحقيقة، لا يكف الزوج عن الشك، بل يتمادى أكثر، لأنه هذه المرة في سبيل تأكيد هواجسه قد يذهب إلى مرحلة التخيل، التي لا تمت للواقع بصلة. حفاظا على أعصابك، انصحيه بزيارة الطبيب، وكفي عن تعزيز هواجسه من خلال الشرح المستمر لأفعالك، وتقديم المبررات.


لا تتأثري بتلك الشكوك:

من الصعب أن يعيش الإنسان في صراعات مستمرة، من الصعب أن تعيشي في علاقة أنت مضطرة إلى تبرير افعالك فيها في كل مرة، وفي الدفاع عن نفسك من أجل لا شيء، لا تسمحي لشكوك زوجك بتدمير ثقتك في نفسك، أو في تعكير مزاجك، أو في قطع علاقاتك بصديقاتك، وزملاء عملك، لا تفسدي حياتك الإجتماعية من أجل إرضاء هواجس زوج مريض، لا تتوقفي عن زيارة بيت عائلتك، فقط لأن زوجك يشك في أسباب تلك الزيارة، لا تتخلي عن صديقة عمرك، لأنه يعتقد أنها سيئة الخلق، كوني حاسمة في هذه الأمور، هو المريض، فلا تسمحي لهواجسه التي تسيطر عليه أن تسيطر عليك أنت أيضا، وتفسد حياتك، وعلاقاتك، وتأكدي أنك مهما فعلت، فإن هذا الزوج لن ولن يتوقف عن الشك، فالشك مرض مثله مثل الوسواس القهري، بحاجلة إلى علاج دقيق، وأحيانا يتطلب وقتا طويلا ليشفى.

وتذكري بأنك مسؤولة عن مشاعرك، وشك زوجك يجب أن لا يجعلك تشعرين بالسوء تجاه نفسك، ما دمت واثقة كل الثقة أن أفعالك بريئة، وطبيعية، ليس عليك إذا ان تشعرين بالذنب، نحو أي تصرف يعتقد هو أنه مثير للشك والريبة.


تجنبي إتخاذ موقف دفاعي

حينما يبدأ في توجيه الإتهامات لك، توقفي عن أخذ موقف دفاعي، كما لو كنت مدانة فعلا، لا تبرري، ولا تسارعي للدفاع عن نفسك، لا تقاطعيه أيضا، ولا تبدي نفاذ صبرك، أو ضيقك، لان ذلك يجعل هواجسه تتمادى، وتشعل النار، وبدلا من ذلك استمعي بهدوء، وصبر، لكل ما يقول، وفي نهاية حديثه، وحينما يطلب منك إجابات، قدمي إجابة واضحة، قصيرة، شافية، فقط، لا تسهبي في الشرح، لا تتوتري، اجعليه يشعر بثقتك في نفسك، وهدوء أعصابك، فإن هذا يجعله يهدأ في المقابل.


بدلا من مقاطعته أثناء توجيهه للإتهامات، وبدلا من الرد على اتهاماته، تحلي بالصبر واستمعي لشريكك، عندما يبدأ في الشكوى من أفعالك وآثارها عليه، من المفيد أن تستمعي إلى نوعية تلك الهواجس، وأنواعها، والمرحلة التي هو فيها، كذلك قد تنم هواجسه عن مشكلة قديمة تعرض هو شخصيا لها، فالرجل الشكاك، غالبا ما يكون قد مر هو شخصيا بموقف تعرض فيه للخيانة من شخص كان يثق به كثيرا، أو أنه كان ذا ماضي مع نساء كن يخن ازواجهن مثلا، أو ربما شهد على خيانة زوجة ما لزوجها، هناك الكثير من الأسباب، وقد تكون الأسباب أساسا غير واضحة، مهمة الطب النفسي هي علاج المرض، وليس مهما كثيرا معرفة أسبابه، بينما من المهم في الحقيقة أن تكتشفي أنت شخصيا بعض الأسباب، التي تشعل هواجسه بهذا الشكل، هذا لا يعني أن تقومين بتجنب تلك الأفعال، وبشكل خاص إن كانت افعال طبيعية، كأن يشك بك أكثر، وتكثر هواجسه بعد كل زيارة تقومين بها لوالدتك، مثلا، فمن المؤكد ليس عليك أن تتوقفي عن زيارتها، لكن من المهم أن تعرفي لماذا تثير زيارتك لوالدتك هواجسه؟! هل مرة بتجربة تخص مثل هذا الموقف! استمعي إليه، ولا تقاطعيه، وربما تجدين الإجابات بين الأسطر.







كذلك من المهم أن تتحدثين معه بهدوء في وقت آخر، حينما يجلس هادئا، ويتحدث في أمور أخرى، لا علاقة لها بنوبات الشك التي تنتابه، اجلس وتحدثي معه بشكل غير مباشرة عن ذكرياته، وماضيه، وحاولي أن تعرفي ما هي الذكريات التي يتجنب الحديث عنها، او تلك التي يتوتر كلما تحدث عنها.

Attached Files