عندما تنتهي علاقتك الزوجية، من الصعب التعود على الحياة الفردية. لكن هناك حياة بعد الطلاق، وأمل بالسعادة كامرأة عزباء مرة أخرى.

"اريد الطلاق." هذه هي بسهولة أربع كلمات مدمرة يمكن أن تسمعها الزوجة. يمكن أن يتركك الطلاق مكتئبة، ووحيدة، وفي ضيق مالي أيضا وتتساءل، ماذا الآن؟

تقول إحدى المطلقات: "أكثر من 20 عامًا تركتها دون سابق إنذار، لكن الفوضى لن تدوم إلى الأبد." عادة ما يستغرق الأمر حوالي عامين بعد الطلاق ليعود إلى طبيعته مرة أخرى.

خلال تلك الأشهر الـ 24 ، هناك طرق تساعد النساء على الشفاء، بما في ذلك التحدث عن المشاعر وأخذ الدروس وحتى التعرف على علاقات وصداقات جديدة، بمعنى أن تغير الأجواء الإجتماعية القديمة، التي تذكرها بمرحلة الزواج، بل إن هذه أهم النقاط على الإطلاق،

فحينما نكون متزوجين، تكون لدينا علاقات غالبا مع عوائل وأسر مستقرة زوجيا كما كنا، لكن ما أن نصبح مطلقين، فمن الصعب علينا التعايش في ذات الأجواء القديمة، ومن الصعب أيضا عليهم أحيانا تقبلنا بعد الطلاق، الأمر في غاية الأهمية، من الضروري جدا، أن نغير محل أو مقر إقامتنا ونبحث لأنفسنا عن مقر إقامة جديد.

.
حياة المرأة بعد الطلاق كيف تكون



.
إليك هذه النصائح للمساعدة في إعادة بناء حياتك:

1. دعي نفسك تحزن.
2. احتفظي بمفكرة
3. الاعتماد على الأصدقاء.
5. تكوين صداقات جديدة.


1. دعي نفسك تحزن.

إن فراق الزواج يشبه الموت، مهما كنت انت الراغبة في الطلاق مثلا، مهما كان زوجك سيئا ولا يطاق، ومهما كانت الأسباب التي جعلتك تطلبين الطلاق مثلا قاسية، وكان الطلاق ضرورة حتمية، لكن يبقى الطلاق مؤلما في كل الحالات، ومن الطبيعي أن تحزن المرأة بعد الطلاق وتدخل ربما أيضا في فترة حداد، مهما أدعت أمام الناس عكس ذلك،

إن الطلاق مثله مثل الموت كلاهما فراق شديد الألم
والمطلق الرجل كذلك، نحن بشر، ومهما كان الشريك الذي فارقناه سيئا يبقى في مشاعرنا ذيولا لتك العلاقة، بل عالما كاملا كنا نعيش فيه، وفارقناه، هذا لا يعني أن علينا أن نعود، أو نعيد النظر في الطلاق الذي كان صحيا،

لكن يعني أننا نمر في مرحلة تغيير هامة، مؤلمة، لكن لا بد من خوضها، لذلك من الطبيعي أن نحزن على الحياة وأسلوب الحياة اللذين فقدناهما، هذا بسبب وجود تجزئة وفراغ حيث كان هناك نظام وروتين عند الطلاق، حتى وإن كانت الحياة قبل الطلاق لم تكن تطاق، وحتى لو أردت أنت الانفصال.

أقصد أن الحزن بعد الطلاق أمر طبيعي مهما كانت أسبابه، ودواعيه، وحرصك الشديد عليه، لذلك دعي نفسك تحزن، لكن لا تلومي نفسك الآن على أي قرار سبق أن اتخذته، دعي الماضي يمضي في هدوء، ويلملم ظلاله في صمت،

واسمحي لمشاعرك أن تعبر عن ذاتها، ابكي، اصرخي، اكتبي، ثرثري، عبري بأية طريقة كانت تناسبك، لذا خذ وقتك في الاستلقاء على السرير وتناول الآيس كريم، لكن فقط لفترة قصيرة.ثم بعد ذلك توقفي تماما، وأنطلقي نحو الحياة الجديدة.


2. احتفظي بمفكرة

قد تخفف الكتابة عن صراعاتك العاطفية، وقد تجدين نفسك أثناء التدوين قادرة على التعبير عن الكثير من المشاعر التي لم يسبق لك أن عبرت عنها، ستحتاجين إلى الحديث مطولا في بعض الأحيان عن ما تشعرين به بعد الطلاق، لكن لن يتوفر الجميع للإستماع إليك حينها، وغالبا هناك كلام لا ترغبين في أن تقولينه أمام أحد،

أنت بحاجة إلى الفضفضة، لكن أمام لا أحد
أذا اختاري مدونة صغيرة، دفتر يمكنك أن تكتبي فيه كل ما يجول في خاطرك، افرغي عليه كل المشاعر السلبية التي تكاد تمزق تفكيرك، وعاطفتك، عبري أكتبي بلا توقف، لا تهتمي إلى شكل الخط، أو جمال الكلمات أو اسلوب التعبير، أو الإملاء أو اللغة، اكتبي كما تريدين وبمختلف أنواع الأخطاء. في دراسة، ساعد الاحتفاظ بمفكرة أولئك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، كتب المشاركون غالبا إما عن محنتهم أو عن موضوع محايد لمدة ثلاثة أشهر، أظهر أولئك الذين كتبوا عن تجارب مزعجة تحسنًا كبيرًا في مزاجهم وردود فعلهم على ذكريات ما حدث. إذا لم يكن هناك شيء آخر ، فإن تدوين اليوميات كل بضعة أيام يسهم في الإسراع من وتيرة الطلاق. هذا الدفتر أو تلك المدونة توفر منظورًا بطريقة واضحة وبسيطة. انظري أين كنت، وأين أنت الآن. يمكنك أن تلهمين نفسك، وقد تلهمين الآخرين أيضا معك.


3. الاعتماد على الأصدقاء.

اعتمدي على الأصدقاء المقربين لمنعك من فعل أي شيء غبي أو متسرع، مثل الاتصال بزوجك السابق أو قطع إطاراته أو نشر أشياء سيئة عنه او عن زوجته الجديدة، أو عشيقته، أو عائلته، عليك أن تكوني هادئة رغم كل الألم والأحباط الذي تمرين به،

عليك أن تلتزمي بالخلق لأجل نفسك أولا، ولأجل إطفالك إن كان لديك أطفال، لأجل الحياة الجميلة التي ستقبل عليك حالما تتجاوزين الألم والمحنة التي أنت فيها الآن، لا شيء يدوم، وكما اعتدت على أجواء الحياة الزوجية، ستعتادين بشكل تدريجي على أجواء حياة العزوبية،

الحياة جميلة أيا كان شكلها، او نمطها،
أنت انسانة ومن حقك أن تواصلين حياتك بأي شكل من الأشكال فلا تتهاوني مع المشاعر العدوانية التي قد تجبرك على التصرفات السيئة، واستعيني بالصديقات الصدوقات، المقربات اللاتي لم ينسحبن من حياتك بمجرد الطلاق.

عندما يتأذى الناس، فإنهم لا يفكرون بعقلانية ويفعلون أشياء مجنونة حقًا. استعيني بالأصدقاء القادرين على منعك من السقوط عن الحافة.الصديقات اللاتي سيسمحون لك بالبكاء على أكتافهن والنوم على أريكتهن، عندما لا تتمكنين من النوم بمفردك في المنزل، هم كنوز حقيقية.

4. أعيدي اكتشاف نفسك واختراعها

عندما كنت نصف زوجين، فإن فقدان هذا الدور يمكن أن يجعلك تتساءل عن هويتك. عليك أن تكوني واعية لهذا الأمر، فبعد سنوات من الزواج، يمكن أن تكتشفين أنه لم يعد هناك كيان أسمه أنا التي هي أنت، فهمتي، عليك أن تدركي أن الزواج يجعلك ( انتما، نحن ) لكن لا يكون لديك فردانية، أو شخصية مستقلة،


وبعد الطلاق، من الصعب أن تدركين من أنت، أو ما هو دورك،
ففي السابق كان دورك في المجتمع مثلا هو زوجة لكن بعد الطلاق، تجدين نفسك في حيرة، وفي ضياع، لأن الدور الذي كنت تقومين به لم يعد موجودا الآن، عليك أن تجدي لنفسك هوية، وغالبا هي هويتك الأصلية التي طمسها الزواج غير المنصف، لذا فأنت بحاجة إلى التواصل مع هويتك الفردية.

كيف تتواصلين مع هويتك؟ بالنسبة للمبتدئين، ضعي قائمة بالأشياء التي تحبينها في نفسك والتي تكون منفصلة عن دورك السابق كزوجة، ما هي نقاط قوتك وصفاتك الفريدة؟ متى تكونين في أفضل حالاتك؟ ماذا تقدرين في نفسك؟ يمكن أن تساعدك هذه الأسئلة في البدء في الفصل التالي من حياتك.


5. تكوين صداقات جديدة.

بعد طلاقك، قد تشعرين وكأنك المرأة الغريبة في عالم ثنائي. في الواقع، قد لا ترغب صديقاتك المتزوجات في قضاء الكثير من الوقت معك، وهذه ظاهرة عامة، لا علاقة لها بك وحدك،

كل المتزوجات لا يفضلن الصداقة مع مطلقات
أنت أيضا حينما كنت متزوجة، لم تكوني مستعدة لقضاء وقت طويل مع مطلقة، لأن نمط الأحاديث هنا تبدو مختلفة، طريقة العيش، والأجواء، هذا طبيعي، ليس عليك أن تشعرين بالجرح من تخلي صديقاتك عنك، أو ابتعادهن، في أعتقادي هذا في صميم مصلحتك، فأنت أيضا يجب أن تستمعي إلى أحاديث المتزوجات بعد الآن،

لأن حياتك أصبحت مختلفة، وأنت بحاجة إلى صداقات جديدة، غالبا مع نساء يشبهنك، لديهم ذات التجارب، على الأقل في البداية حتى تستفيدين منهن، وتتجاوزين الأزمة، ثم أن حصلك على صداقات من هذا النوع قد يجعلك تكتشفين أنماط حياة جديدة، مناسبة للمطلقات أكثر من أنماط حياة المتزوجات التي لم تعد تناسبك،

الأمر لا يعني أن حياة المتزوجات أفضل أو حياة المطلقات أفضل، إنما يعني هي مراحل في الحياة، ولكل مرحلة من الحياة نمطها الخاص بها، أنت الآن عازبة، ستناسبك أكثر حياة العازبات وأنماط تفكيرهن، وحينما تتزوجين من جديد يمكنك العودة إلى صديقاتك القديمات أو بناء صداقات مع نساء متزوجات.

علاوة على ذلك، فإن التسكع مع أشخاص جدد يعني قضاء وقت أقل في الذكريات والمشاعر المؤلمة. كلما زاد الوقت المستثمر في السلبية بشأن السابق يعني قضاء وقت أقل في العمل على ما هو ممكن في المستقبل. تحتاج النساء إلى التنفيس - إنه جزء مهم من العلاج، لذلك تجنبي الأشخاص والعلاقات التي تعيد تدوير الماضي حتى ولو كان بدون قصد منهم.