حبه لي جعلني واثقة من نفسي في علمي، متألقة في جمالي، سعيدة في طلتي، كل من يراني يراه هو أيضا في وجهي، كل من يسمعني يعرف أني أتحدث عنه بين كلماتي، وأصفه في جميع إطراءاتي، لكن بعد أن تزوجنا، شيء ما تغير، لقد مضى على زواجنا عامين فقط، وأشعر انهما كما لو كانا ألف عام، وكأني هرمت بعد الزواج، وكأنه أصبح شخصا غريبا لا أعرفه، ذلك الشاب الوسيم الجميل، الأنيق، الذي كنت أشم رائحة عطره من على بعد عشرين مترا، ها هو الآن يتجول في البيت أمامي، متهالكا، متململا، بملابسه القطنية الرثة، وشعره المنكوش، لم يعد يهتم بنفسه، وهذا في حد ذاته يجرحني، فعدم اهتمامه بنفسه أمامي، يجعلني أشعر أنه لايهتم بإثارة إعجابي أو أهتمامي.
هو أيضا لم يعد يغار علي كما كان يفعلا سابقا، لم يعد يهمه أن أقف مع عمال الصيانة لينهون بعض الأعمال في المنزل، بات يفضل أن يخرج ويستمتع بوقته خارج البيت، تاركا لي كل الأعمال التي كان سابقا يقوم بها، أبحث في عينيه عن الشغف القديم، عن الحب، واللهفة والرغبة التي كنت أراها سابقا في عيونه، لكني لا أجد أي شيء، عيونه باردة، وأنا لا زلت أريد أن أعيش مشاعر الحب والرومانسية، بينما هو يقول بأن الرومانسية مرحلة وأنتهت بالزواج!!!
لكن هل هذا هو الزواج فعلا؟!! حياة رتيبة مملة وربما كئيبة أيضا، هل هذا هو الزواج الذي سعينا له بكل طاقتنا، وصرفنا في سبيل تحقيقه كل مدخراتنا، واحتفلنا به بكل ما لدينا من مشاعر، هل هذا هو الزواج؟! أنا لم أتزوج لأعيش هذه الحياة، لقد تزوجت لأعيش حياة جميلة، رومانسية منعشة، ليكون لدي شريك أحبه ويحبني، أنعشه وينعشني، أهتم بنفسي لأجله ويهتم بنفسه لأجلي.
بدأت مؤخرا أشعر بالندم أننا تزوجنا، ليتنا بقينا مخطوبين، وأحباء فقط، ليبقى زوجي دائما يهتم بنفسه، ويهتم بي أيضا، ليستمر في تسريح شعره بالطريقة التي أحبها، وليضع لي العطر الذي يحاول أن يغويني به، وليرتدي تلك الملابس التي تجعله يبدوا وسيما للغاية، وليستمر أيضا في العناية بجسمه و، ليتني ما تزوجت به، ليتني بقيت حبيبته، أشعر أن الزواج قتل حبيبي، وجعلني أعيش مع رجل غريب لا أعرفه، لا يشبه حبيبي في أي شيء، ولاحتى في شكله.
حتى مشاعره الحميمة تغيرت، أصبح بتعامل مع العلاقة الخاصة بطريقة روتينية، لم يعد يهتم بإثارتي، أو مداعبتي كما كان يفعل في السابق، اصبحت حتى هذه العلاقة روتينية، وكأنه يفعلها بداعي الحاجة إليها لا أكثر، لم يعد يفعلها لأنه مشتاق لي، أو لأني أثيره، هذا الأمر يجعلني أرفض العلاقة وأتقزز منها أيضا، لقد ظهرت عليه بعض العادات الغريبة المقززة، والألفاظ الكريهة، التي لم أتخيل يوما أن شابا راقيا مثله يمكن أن يقولها لحبيبته في السرير!
حتى حينما أعد أنا بنفسي ليلة رومانسية، كأن أشعل له الشموع، وأزين غرفة النوم، وأملأها بالزهور العطرة، والموسيقى العذبة، يستاء مني كثيرا، ويقول لي ما هذه الحركات ( تبع المراهقين) ! ثم يقول انه ليس بحاجة إلى كل هذه الحركات، هو يعرف طريقه للعلاقة الزوجية بدون أية بالونات أو زهور، وهذا الرد منه يقتلني، يشعرني أنه بليد، لا إحساس لديه، ولا يقدر ما فعلته لأحافظ على علاقتنا، لقد وصلت مرحلة لم أعد قادرة فيها على الإحتمال، ولا أعرف ماذا علي أن أفعل.
لقد حاولت أن أتحدث إليه، وأن أفهم منه سر تغيره، لكني لم أجد أية إجابة شافية منه، فهو لا يرى أنه تغير عن السابق، يقول أنه لم يتغير، لكنه ببساطة يتصرف على طبيعته! هو يقول ذلك، لكني لا أجد في ما يفعل أي شيء طبيعي في الحقيقة، هذا الذي يعيش معي الآن، لا يشبه ذلك الشاب الذي أحببته ذات يوم.
بالله عليكم ساعدوني، كيف استعيد حبيبي؟ كيف أجعل زوجي يعود إلى شخصيته التي أحببته بسببها؟