"الحب يجعل العالم يدور" ولكن لماذا بالضبط نقع في الحب؟ لماذا نحب شخصا ما دون سواه، ولماذا نصر على ذلك الشخص، ولماذا نصبح مستعدين أحيانا لخوض صراعات مريرة، وقاهرة، فقط من أجل الحصول عليه، مالذي يجعلنا نحب بهذه الشدة، ما الذي يجعلنا نغرم بشخص واحد بعينه، دون سواه، حتى حينما يكون ذلك الشخص من الناحية المنطقية لا يناسبنا، ولا يناسب مستوانا مثلا الفكري، العلمي، الاجتماعي، أو حتى المادي، نصر عليه، ونبقى نلاحقه أملا في الحصول عليه، ما هو الحب؟ ما هي الأسباب التي تجعل الحب قويا هكذا، حاسما، وغير قابل للنقاش؟ هل هو شعور طبيعي، أم أنه عرض من أعراض الجنون كما يصفه بعض الباحثين؟ هل الحب نعمة فعلا أم انه نقمة، كما يراه المحبطين؟ في هذا المقال سوف نطرح أمامك عزيزتي الأسباب الأكثر شيوعًا التي تجعلنا نقع في الحب:

الحب، ماهو الحب، الوقوع في الحب



الوقوع في الحب من أجل الدعم الذاتي:

يسعى الكثير من الناس إلى الوقوع في الحب لتعزيز الذات، فالحب لا يحدث بالضرورة من أجل الجنس، في بعض الأحيان يكون ذلك لخدمة الذات. كل شخص يحب أن يشعر بالرعاية والحب. تريد النساء أن يشعرن بأنوثتهن، والرجال يريدون أن يشعروا برجولتهم. لذلك يقع الرجل في حب أمرأة تجعله يشعر برجولته، وتقع المرأة في حب رجل يجعلها تشعر بأنوثتها.

حينما تفتقد المرأة الشعور بالحب، فأن علاقتها بأنوثتها قد تنهار، وإن حدث ذلك فغالبا ما تفقد المعنى الحقيقي لحياتها، وقد تشعر بفراغ عاطفي كبير، وأزمة هوية نفسية، وتذبذب كبير في المعنويات، قد تدخل أيضا في دائرة إكتئاب يتراوح بين المتوسط والحاد، من الهم أن تشعر المرأة بالحب، لكي تتوازن حياتها، المرأة التي لا تشعر بحب زوجها أو شريك حياتها، لا يمكنها تعويض ذلك الحب من خلال علاقتها بأبنائها أو أقاربها، فهم مهما فعلوا لن يشعروها بأنوثتها كما قد يفعل رجلها، أو رجل ما يهتم بها، هذه الحقيقة يجب أن يعلم بها كل الرجال، فإن كنت لا تعطي زوجتك الحب الكافي لا تتوقع منها أن تهتم بنفسها، أو تهتم بجمالها، لكن أحاسيسها النائمة في المقابل لن تموت، وسيأتي يوما ما شخص آخر قد يحيي في داخلها تلك المشاعر، وهنا قد تقع المشاكل، وقد تلومها، لكن عليك أن تدرك أنها ليست سوى إنسان، لديها طاقة للإحتمال، ولديها إحتياجات تزوجت بك من أن أجل أن تشبعها لها، فإن لم تفعل انت ذلك، فلا تلم غير نفسك.

الوقوع في الحب بسبب الشغف بالطرف الآخر:

من الطبيعي أن نقع في الحب بسبب الرغبة أو المشاعر القوية تجاه شخص ما. يتطور الحب العاطفي نتيجة للمشاعر التي تؤدي إلى الانجذاب الجنسي والاهتمام الجسدي والرومانسية. عندما ترى شخصًا تحبه، فأنت مفتون بشيء يجذبك إلى ذلك الشخص. قد تكون جاذبيته الجسدية، أو مكانته الإجتماعية، أو شخصيتة القوية، أو منطقه أثناء الحديث أو حتى نمط حياته اليومية. ومع الأيام قد يتطور هذا الإفتتان، إن لم يقل أو يتلاشى مع الوقت. بمعنى أن الإنبهار الأولي إما قد يزداد ويتطور ليصبح علاقة حب حميمة، أو قد يتلاشى لسبب ما مثلا، وينتهي. فإذا تطور مع الوقت فهذا يعني أنه حب قد يصبح مع الوقت أيضا حبا عميق. وتزداد مع الوقت القواسم المشتركة بينك وبين ذلك الشخص.

في المقابل، قد تكون أساسا متزوج من شخص ما، لكنك لا تشعر بوجود أي قواسم مشتركة بينكما، وتشعر كما لو كنتما من عالمين منفصلين، لكنك في أعماق نفسك تحبه، على الرغم من كل الإختلافات، فالإنسان قد يحب من يشبهه بشدة، وقد يحب بنفس الشدة من يختلف عنه، ليست هناك قاعدة واحدة، أو معروفة في هذه الحالة، الحب دائما ما يأتي خارج القواعد، والمعروف، الحب هو أكثر المشاعر غموضا على مر التاريخ. فهو يقع بلاسبب وجيه غالبا، وينتهي بلا سبب واضح أيضا.

الوقوع في الحب من أجل الإستقرار والتزام

الالتزام هو الحب الكامل. الأشخاص الذين يسعون إلى الالتزام يريدون الاستقرار وعلاقة صحية. إذا سعى الناس إلى الالتزام فقط، فقد يفتقرون إلى الانجذاب الجنسي والصداقة الأساسية.

يهتم الشباب في العصر الحديث بالأشياء أكثر من العلاقات. أن "التشيؤ يأتي من النزعة الاستهلاكية". كلما أصبحت الثقافة أكثر استهلاكية، قل اهتمام الناس بالالتزامات. يهتم بعض الشباب بدرجة أكبر بإثارة إعجاب الأشخاص الذين لا يهتمون بهم. لذلك يجب استهلاك كل شيء، حتى العلاقات مع الناس.

الحب خارج النظرية المثلثية

على الرغم من أنه من الشائع أن يتمكن أي شخص من الارتباط بنظرية الحب، إلا أننا جميعًا لدينا أسبابنا الشخصية للوقوع في الحب. سبب وقوعك في الحب لا يحتاج بالضرورة إلى تفسيره بالعلم. بعض الاحتياجات الشخصية يمكن أن تكون الخوف من الوحدة، أو ضغط الأقران الاجتماعي، أو الرضا أو القيم الدينية.

على الرغم مما يقوله علم النفس عن الحب، فإن نوع الحب الذي نختاره يحدد هويتنا. لدينا طريقتنا الخاصة في فهم ما يجعلنا سعداء ويلبي احتياجاتنا البشرية. بعض الناس لديهم حاجة تلبي كل بُعد من أبعاد المثلث ولا يمكنهم التخلي عن اثنين بسبب الاحتياجات المختلفة التي يحصلون عليها. الحب معقد للغاية.