أنا متزوجة منذ عشرين عاما والحمد لله حياتي تسير على خير ما يرام، لدي ابنتين، وزوجي شخص محب، بس ما أحس في توالف أسري، ولا ترابط عائلي في بيتي😔، بالذات زوجي فنحن على سبيل المثال لا نجتمع أبدا على مائدة واحدة منذ عشر سنوات 😢، لا نجتمع على مائدة واحدة إلا إن كنا مسافرين، أو في مطعم، وهذا نادر الحدوث، فحتى حينما نخرج للمطاعم أكون مع بناتي وحدنا،
فهو مشغول طوال اليوم، بتناول وجباته الثلاثة خارج البيت، فالغداء يتناوله في مكتبه، مع زملائه، والعشاء دائما ما يتناوله مع أصدقائه أو شركاء العمل، أما الإفطار فهو لا يفطر غالبا، إلا على كوب قهوة في مكتبه 😟....
بناتي أيضا، لا يجتمعون معي على المائدة، فكل واحدة منهن تتناول الغداء حينما تجوع، وتريد تناول الغداء على طاولة اللاب توب، حيث تأكل وهي تحدث صديقاتها أو تلعب معهم، أشعر أني وحيدة أغلب الوقت 😭، وأبحث عن طريقة لأجمعهم على المائدة، لكني عجزت 🤷‍♀️، وأستحي في الحقيقة من أن أطلب ذلك من زوجي بعد كل هذه السنوات!

إمرأة تتناول الطعام وحيدة




👨‍👩‍👧‍👧 في بداية الحديث، أحب أن أخبرك، بأن الترابط العائلي، والأسري لا علاقة له بالإجتماع على مائدة الطعام، وإن كان هذا الإجتماع يسهم في توطيد العلاقات فعلا، لكن هناك أسباب أهم وأكثر عمقا، لتوطيد هذه العلاقات، لكن أنا معك في أنه من المهم جدا أن تجتمع العائلة على مائدة الطعام، ولو مرة في اليوم على أقل تقدير، أو في نهاية كل أسبوع كحل نهائي.


في البداية أيضا، أريدك أن تعيدي هذا السؤال على نفسك قبل كل شيء:
  • هل أنت متضايقة لأنك تأكلين وحيدة؟
  • أم أنت تشتاقين إلى تناول الطعام مع زوجك وابنتيك؟!

أجابتك هنا ستحدد الكثير:

😣 فإن كنت تشعرين بالوحدة، فيمكنك تناول الطعام مع صديقاتك وجاراتك في الكثير من المناسبات والخرجات، ومنها تغييرن الأجواء،

😁 لكن إن كان الأمر يخص رغبتك في الاقتراب أكثر من زوجك وابنتيك، فيجب أن لايكون الأمر قاصرا على أوقات تناول الطعام، التي غالبا ما يقضيها الإنسان وهو يمضغ الطعام بدلا من الكلام. ابحثي عن وقت مناسب، لكم جميعا، للجلوس والتسامر، كأن يكون مثلا كل يوم قبل النوم، أو مساءا، أو في نهاية الإسبوع، تخرجون جميعكم في نزهة بالسيارة، وهكذا، لا تخجلي من أن تخبرين زوجك برغبتك في قضاء بعض الوقت معه، للتسامر والكلام، بل يكفي أن يجلس بالقرب منك ويشرب القهوة، اخبريه أنك بحاجة إلى حسه في البيت، وأخبري بناتك نفس الشيء، خذيهم بجولة بالسيارة، واطلبي منهم ترك هواتفهم في البيت، ثم انزلوا وسيروا في نزهة قصيرا مشيا على الأقدام في مكان جميل، كل هذا جيد.


أما فيما يخص رغبتك في الإجتماع على مائدة الطعام، فنحن هنا سنشور عليك ببعض النصائح حتى تتمكني من الحد من تفاقم الوضع:

1. أولا: عليك أن تفكري في الوضع بشكل جدي وأن تقرري بأنك ترغبين في تغيير اسلوب ونظام حياتك للإيجابية وبشدة وزيادة وتيرة الترابط الأسري، ابدأي في ترتيب حياتك وتنظيم أوقاتكم جميعا بالنسبة لأفراد الأسرة.


2. ثانيا: غيري الوضع شيئا فشيئا وبالتدريج وسوف تحتاجين مزيدا من الوقت والجهد حتى تصلي إلى التغيير؛ وعليك إبعاد أي مشاعر يأس حتى الوصول لحل جذري لهذا الوضع.


3. ثالثا: غاليتي ابدأي بالتواصل الأسري بينكم وبين رب الأسرة خلال العطل الأسبوعية وحددي لزوجك وقت للبقاء معكم في المنزل وأن يقسم وقته وينظمه بين قضاء أطول وقت معكم وبين الإلتقاء وقضاء الوقت مع الزملاء.


4.رابعا: ثم بعد ذلك حاولوا أن تتناولوا وجبة واحدة على الأقل في اليوم معا وغيري عادات الإستيقاظ بالنسبة لجميع أفراد المنزل استيقظوا قبل موعد النهوض المعتاد بفترة قليلة حتى وإن شعرتم ببعض الضغوطات في البداية؛ ثم قومي بإعداد وجبة الإفطار وجهزي المائدة وإجمعي أفراد أسرتك عليها وتناولوه معا و نضمن لك حصولكم جميعا على مشاعر إيجابية رائعة وشعور بالتغيير؛ بعد ذلك ودعي زوجك بالكلمات الداعمة عند ذهابه إلى العمل وودعي بناءك بكل حب للذهاب إلى المدرسة.


5. خامسا: أما بالنسبة لوجبة الغداء إذا كان زوجك لا يستطيع حقا بعد أن يبذل مافي وسعة من عدم مقدرته على العودة إلى المنزل لتناولها معكم- اما بسبب وضع العمل أو لأسباب أخرى تمنعه من ذلك فلا بأس في ذلك عوضوا ذلك في العطلات الأسبوعية؛ لن ننصحك حاليا الخروج إلى المطعم لأننا أولا نريد توطيد العلاقة
داخل المنزل بين أفراد الأسرة الواحدة.


6. سادسا: أما بالنسبة لموعد العشاء لاضير ان سهرتم قليلا وانتظرتي عودة زوجك إذا كان لا يتأخر جدا وبإمكانك أيضا أخذ وجبة خفيفة في الوقت بين الغداء الى وقت العشاء حتى حين عودة زوجك وأثناء
هذا الوقت اشغلي نفسك حتى لا تشعري بالملل بعد قيامك بإكمال بقية المهام المنزلية؛

7. سابعا: دللي نفسك بأخذ حمام دافئ منعش وبعد ذلك مارسي عمل شيء تحبينه؛ مثلا: إقراءي كتاب أوقصة، ارسمي، اعزفي، حيكي، تواصلي مع عائلتك أو صديقاتك؛ المهم في ذلك هو أن تشغلي وقتك حتى لا تشعري بملل الإنتظار وحتى تكوني في قمة نشاطك حين عودة زوجك من العمل؛


8. ثامنا: وبعد عودته استقبليه ودعيه يسترخي قليلا ثم قدمي وجبة العشاء دون أن تسأليه واستمتعا بتناول العشاء معا وانعمي بالإيجابية والتغيير نحو الأفضل وزيادة وثاق الترابط والتعاطف الأسري؛ حتى بإمكانك أن تجعلي أبنائك خلال العطل أن يسهروا قليلا والبقاء والإنتظار لتجتمعوا معا على العشاء حتى يتوفر لكم مزيدا من التواصل مع بعضكم البعض جميعا وهذا هو الهدف.


9. تاسعا: وننصحك بتهيئة جو المنزل وضبط مواقيت الطعام فيه حتى تجذبي شريكك للعودة دائما والبقاء معكم فيه أطول وقت ممكن بينكم.

10. عاشرا: وهذا المنزل انت سيدته وملكته وكل وسائل التغيير بين يديك ذا ابذلي مافي وسعك دائما لتغيير أي وضع لا يروق لك حتى تجني ثمار مافعلتي من سعادة واستقرار نفسي، ونرجو لك الأفضل دائما.


تحتاج الحياة الزوجية لمزيد من طولة البال ومزيدا من التفهم،
  • حاولي قدر الإمكان بأن تطلبي وتقولي ماتريدينه بألطف العبارات
  • لأنك امرأة عنوان الأنوثة، يتوجب عليكي أن تثبتي ذلك وتظهريه أمام زوجك خصيصا،
  • عندما تودين طلب شيء إختاري وقت مناسب تكونين أنت فيه هادئة ومزاجك صافي
  • غير متعكر قولي ماتريدين بأرق العبارات وبألطف طريقة ممكنة؛
  • تدللي وأن تطلبين شيء من زوجك،
  • ستساعدك هذه الطريقة في انخفاض صوتك
  • في حال ارتفع لا شعوريا ومن خلال طريقتك
  • في فتح الموضوع وبدء الكلام سيفهم زوجك قصدك
  • أنك لست تقصدين شجارا وأنك لست متضايقة من شيء
  • ومزاجك ليس متعكرا وستمضي الأمور بسلاسة ولن يحصل أي سوء تفاهم بينكما.