عندما تشتكي الزوجة للزوج من والدته دائماً، لأنها غالبا ما تقدم نصائح غير مرغوب فيها حول كيفية إطعام أطفالهم واستحمامهم وارتداء ملابسهم، كتساؤلها مثلاً عما إذا كانت السترات دافئة بما فيه الكفاية للأطفال، كان الزوج دائماً ما يقف بجانب والدته، فيخبر زوجته أن أمه تحاول أن تساعدها لأنها سبق وأن قامت بتربية أربعة أطفال، وبالتالي ستستفيد من خبرتها.

وهكذا كانت المشاجرات حول عائلة الزوج تؤدي إلى التشاحن الزوجي الذي يستمر لأيام، والنزاع من هذا النوع شائع جدا بين المتزوجين.

تقول إحدى النساء التي تزوجت منذ عامين أن أعظم ما يزعجها هو عائلة زوجها، وتضيف "إن لدى زوجي شقيقتان، وأخ، وأُم يعيشون بالقرب منا وهم محتجون جداً، وإذا سمحنا لهم سيقضون كل مساء معنا، ولحسن الحظ يعترف زوجي بأنهم محتاجون، لكنهُ لا يفعل أي شيء حيال ذلك.


في بداية زواجنا، كنتُ أنزعج وأغضب منهم كثيراً، وبالتالي أنزعج وأغضب من زوجي بسبب عدم تدخله لإصلاح كل ما كان يضايقني.

ولكن مع مرور الوقت أدركت أنهُ لا يوجد شيء يمكنني فعله حيالهم، فلا يمكنكِ تغيير زوجك ولا يمكنكِ تغيير حماتك،
لذلك قبلتهم كما هم وتجاهلت كل شيء".

إذا سئمتِ من الجدال مع زوجك عن عائلته، نقترح عليك أن تبحثي عن طريقة ما لتشتكي إلى صديق أو تجدي معالجاً.


ولكن عندما تكونين مع زوجك، تحدثي بشكل إيجابي فقط عن عائلته، أو التزمي الصمت؛ فعندما تكونين عائدة معه إلى المنزل مع زوجك وبرفقة عائلته من أي حدث - حفل زفاف، أو عشاء، أو أيّاً كان حاولي أن تجدي شيئاً إيجابياً لتقوليه،
مثل كيف بدا ابن أخيه رائعاً، أو كم كان الطعام لذيذاً، أو كم كان لطيفاً أن تري والديه مرة أخرى، أي شيء يمكن أن تفكري به، دون أن تكذبي بالطبع.


في البداية لن يكون ذلك سهلاً وقد تشعرين أنكِ لست صريحة، لكن استمري في فعل ذلك، كل شخص لديه طبيعة دنيا تجعله يثرثر عن الآخرين وينتقدهم، وطبيعة عليا ترى الخير في الجميع.


نحن فقط نطلب منكِ أن تمارسي طبيعتك العليا أثناء تلك الرحلة، نعلم كم هو صعب أن تقبلي شخصية شقيق زوجك الحقود أو والده الحقير أثناء رحلة سيارة طويلة مملة، لكن احفظي لسانك.


استمري في التحدث بلطف عنهم وسيصبح من الأسهل والأكثر طبيعية القيام بذلك. نحن لا نطلب منكِ أن تكوني أفضل صديقة لوالديه أو أشقائه، أو أن تقضي أي وقت إضافي معهم، ولكن كلما كنتِ معهم يجب أن تكوني ودودة، ورقيقة،
وذات روح كريمة.


لا ينبغي أن تجعلي زوجك متنفساً تشتكين إليه كل ما يزعجك من عائلته، حتى لو كان يتفق معك سراً، لن يعترف بذلك أبداً، ولا تعتقدي أن هذا خداع، فليس من الصواب أن تقولي "الحقيقة" إذا كانت تؤذي زوجك، فالحقيقة تُعَدُّ قسوة عندما تكون على حساب الآخرين.


ونكرر القول بأنهُ ليس عليكِ أن تحبيهم كأشخاص، ولكن احتراماً لزوجك حاولي أن تنسجمي معهم بقدر الإمكان؛ تذكري أن ترسلي لهم بطاقات عيد ميلاد أو هدايا، وتمنّي لهم سنة جديدة سعيدة، واتصلي بهم اذا مرضوا. انظري له كعمل خيري، والأهم من ذلك، لا تقولي أي شيء غير لطيف، فسوف تؤذين زوجك فقط وليس عائلته.


كوني واحدة من أولئك الأشخاص الذين لا يقولون إلا أشياء جيدة عن الآخرين، وسيقدّر لكِ زوجك ذلك، وسوف يكون زواجك أفضل، تذكري أيضاً أن لا تتدخلي في شئون عائلته ومشاكلها. أحياناً تخبرنا امرأة متزوجة حديثاً أنها لا تحب الطريقة التي يتعامل بها زوجها مع والديه أو العكس. و تريد أن تخبر زوجها أنهُ عليه أن يرى والديه أكثر، فهم لن يبقوا معه للأبد، وهذا ما يثير امتعاض زوجها منها، لأنهما والِداه هو وليس هي.


فنقول لها أن لا تدخل، فهذا ليس من شأنها، فلم تكن معه عندما كان عمره خمس أوعشر أوخمس عشرة سنة، ولا تعرف كيف كانا يعاملانه، أو لماذا لا يكونوا قريبين إلى الحد الذي تريده، كما أنهُ ليس من شأنها أن تملي على زوجها ماذا يفعل؛
فالكبار ليسوا مثل الأطفال الذين يجب أن يتم إخبارهم بما يجب فعله، لذا عليه أن تتركه وشأنه.لذلك، إذا كنتِ من النوع الذي تطلب من زوجها أن يتصل بأخيه أكثر، أو تطلبين الرقم بنفسك وتضعين زوجك على الهاتف مباشرة، فعليكِ أن تهتمي بشئونك الخاصة، وأن تبحثي عن شيء آخر تشغلين به وقتك.


وكذلك، إذا كان زوجك قد أقرض أخاه مبلغاً من المال قبل خمس سنوات ولم يتم سداده بعد، فلا تطلبي من زوجك أن يقاطع أخاه حتى يحضر المال، ابقي بعيدة عن الموضوع فقط؛ فزوجك لم يتزوجك لتلعبي دور المدير الاجتماعي أو القاضي
أو هيئة المحلفين.سواء كان قريباً جداً من عائلته أو ليس قريباً بما فيه الكفاية، فإنها عائلته هو، إذا تذكرتِ هذا، فستكون شئون عائلتك أكثر سلاسة.


التعامل-مع-أهل-الزوج