المواقف بين الزوجين كثيرة في الحياة ومتعددة،
تلك الواقف هي التي تصنع العلاقة أو تضعفها وقد تدمرها،
مهما بدرت تلك المواقف بسيطة أو سطحية أو عابرة،
لكنها قد تعني للشريك الكثير، وقد تأثر به تأثيرا عميقا،

أقامت إحدى الزوجات حفلة في منزلهما الجديد،
فأرادت أن تطلب الطعام من المطعم لأنها لم تكن بارعة في الطهي،
ولديها الكثير من الأشياء الأخرى للقيام بها - تزيين المنزل، وتنظيفه،
إرسال الدعوات، وشراء مناديل وأطباق ورقية.

وقد استغرق منها الأمر شهراً لتنظيم الحفلة،
لم يقل زوجها أي كلمة عن كل الأعمال التي أنجزتها،
وبعد انتهاء الحفلة، قالت لهُ إنها مرهقة لأن الحفلة تطلبت منها جهداً كبيراً.


لكن زوجها تعجب من ذلك وأجاب
بأنها لم تطهو الطعام بل طلباه من المطعم، فعن أي جهد تتحدث.

فغضبت منهُ كثيراً، فتشاجرت معهُ،
وقالت: "ألم تعلم مقدار الجهد الذي عملته؟
ماذا عن إرسال الدعوات، وتنظيف المنزل، وترتيبات الزهور؟
فالحفلة ليست طعاماً فحسب".

فرد عليها بقوله: "حسناً، أنتِ لم تشكريني على جز العشب،
واقتراض ستين كرسياً من الجيران، وجلب المشروبات".

لقد أفسد الشجار حفلتهما، فتمنت الزوجة لو أنها لم تطلب المديح من زوجها.
فقد شكرها الكثير من الضيوف لاستمتاعهم بوقتهم في الحفلة، وكان يجب أن يكون هذا كافياً لها.

إن انتظار شكر الآخرين أو توقعه يضعكِ في موقف تحصين فيه أفعالك وتقارنينها بما فعل زوجك،
وهذا ليس شيئاً جيداً لأي زواج، إن زوجك يقوم بالعديد من الأشياء التي لا تفعلينها أنتِ -
ألا يأخذ السيارة إلى الورشة، أو يدفع الفواتير، أو يغسل الأطفال، أو يخرج القمامة؟
هل تشكرينه في كل مرة؟ إننا نشك في ذلك.

فالزواج مثل أي علاقة أخرى، حيث تفعلين أشياء،
وزوجك يفعل أشياء أخرى، فتتساويان.




قدمي الشكر له، لتحصلين عليه في المقابل،
وإن كان قد نسي أو لم يشكرك، فاشكريه أولا
ثم ذكريه بأن عليه أن يشكرك في المقابل
وأخبريه بكل ما قدمه وبكل ما قدمته أنت
لكي تكون الأمور واضحة بالنسبة له,
ويعتاد أن يرى مجهودك كما يرى مجهوده أيضا.



Attached Files