الحب هو شعور جميل ينشأ في القلب ويجعل الإنسان يشعر بالسعادة والإحساس بالارتباط بالآخرين. وهناك نوعان من الحب، الحب القدري والحب الذي نختاره بإرادتنا.

محتويات الموضوعهناك نوعان من الحب أحدهما قدري والآخر إختيار، وكلاهما حب حقيقي، لكن أحدهما أشد قوة من الآخر، هما الحب القدري، والحب الإختياري، وفي ما يلي سأشرح الفرق بين الحبين.
الحب نوعين حب قدري وحب عن إختيار في موقع رووج أحمر

(1) الحب القدري أقوى من حب الإختيار

فالحب القدري حب قوي جدا، من الصعب التحكم به، أو التخلص منه، قد يتخلص منه الإنسان نوعا ما، لكن بعد عدد طويل من السنوات، وبعد جهد جهيد، بينما الحب الذي نختار أن نقع فيه بإنفسنا، فهو حب هش، ضعيف نحن من نقويه ونجعله حقيقيا من خلال العشرة، ومن خلال الألفة وحسن المعاملة، لكنه صحي إلى حد ما أكثر من الحب القدري.

(2) الحب الذي نختاره قد يكون أفضل من الحب القدري

فالحب القدري قد يقع فيه الإنسان رغما عنه، قد يقع في حب شيء سيء السلوك، يسيء إليه ويؤذيه، ومع هذا يقى يحبه، ويستمر في عشقه، ولا يستطيع أن يتركه أو يبتعد عنه، ويشعر بالتعب الشديد حينما يتخلى عنه الحبيب، وقد يحول العاشق إلى عبد عند محبوبه، لأن هذا النوع من الحب غالبا ما يكون من طرف واحد.

بينما الحب الذي نختار أن نقع فيه، فقد يكون صحيا أكثر، حيث أننا نختار أن نقع في حب شخص يحبنا، ويحسن معاملتنا، فتأسرنا أخلاقه وطيب سلوكياته، وبالتالي ينمو هذا الحب بالتدريج ليصبح حبا قويا وحقيقيا، ومفيدا وداعما لنا في حياتنا، ومع الوقت قد يصبح أشد قوة من الحب القدري.

(3) الحب القدري يأتي صدفة والحب المختار يمكن التخطيط له

الحب القدري هو نوع من الحب يعتقد بأنه مقدر للإنسان أن يقع فيه، ويظهر بشكل غير متوقع ومفاجئ، يظهر صدفة، في وقت ربما يكون فيه الإنسان لا يفكر في الحب، أو غير مستعد له، قد يكون الإنسان أيضا مرتبط في علاقة حب جيدة ومستقرة، أو قد يكون غير مؤهل لحب الشخص الذي ظهر في حياته فجأة، أو قد يكون المعشوق شخص صعب المنال، لكن الحب القدري لا يعترف بكل هذا إنه يوقع العاشق في حب المعشوق بشكل لا إرادي، وبعيدا عن أية إعتبارات.

(4) الحب القدري حب أبدي والحب الإختياري حب مشروط

الحب القدري يبدأ قويا أي لا يتدرج الإنسان فيه، فهو قد يصل إلى أقوى مستوياته منذ البداية، وهو أقوى بكثير من الحب الذي نختاره بإرادتنا، حيث يكون أكثر قوة وعمقًا وصدقًا. ولذلك، يصعب التحكم فيه والتخلص منه، ويستمر لفترة طويلة من الزمن، وغالبا فهو يستمر مدى الحياة، يموت الإنسان وهو لازال في حالة عشق لحبيبه.

كذلك فإن الحب القدري لا يموت حتى مع سوء العشرة، أو الفراق، أو أية أحداث أو تراكمات سلبية، فهو يستمر ويبقى وإن خف وهجه أو تغير الزمن.

أما الحب الذي نختاره بإرادتنا، فهو الحب الذي نحن نتحكم فيه ونقرر إن كنا نحب الآخرين أم لا، وهو أقل قوة وعمقًا من الحب القدري، ويعتبر هشًا وضعيفًا في البداية، ويجب أن يعمل الحبيبين معا لتقويته وتطويره، وهو تقريبا ما يحدث غالبا في ( الزيجات المدبرة ) أو علاقات الحب ( المدبرة ) علاقات الحب التي تأتي بعد قصة صداقة أو إعجاب أو علاقة جيدة دامت فترة طويلة، أو بعد مساكنة بين شخصين وكانت مساكنة ناجحة، وهكذا، أي دائما ما تسبق أو تلي الحب ( المدبر أو الإختياري ) قصة طويلة من العمل الجاد لإنجاح الحب وجعله ينمو، وهذا النوع من الحب معرض للنسيان من قبل الطرفين، وتمتد فترة نسيانه بعدد السنوات التي قضياها معا، وينتهي هذا النوع من الحب بسبب سوء العشرة أو التراكمات السلبية بين الطرفين.

إذا كنت تريد أن تجعل الحب الذي تختاره بإرادتك أكثر قوة واستمرارية، فعليك العمل على تقوية العلاقة بالشخص الذي أثار إعجابك، والعمل على تحسين التواصل معه والاهتمام به. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا النوع من الحب يكون أكثر صحة واستقرارًا، حيث يتطلب العمل عليه والاهتمام به لجعله أكثر قوة واستمرارية.

(6) الحب الإختياري شائع، والحب القدري نادر وثمين

يجب معرفة أنّ من السهل الوقوع في الحب ( الإختياري ) وبدون مجهود فالإنسان حينما لا يكون عاشقا، يمكنه أن يقع في حب أي شخص مثير للإعجاب، كما أنّ فقدان هذا الشعور ليس بالأمر الصعب أيضاً؛ لأنّه وبطبيعة الحال عندما تكون العلاقة جديدة فهي ممتعة ورائعة في البداية، لكن الأهم من هذا كله هو التفكير والعمل على استمرار ذلك الشخص والحب الجديد في حياتنا.

بينما الحب القدري فهو نادر جدا، وقد لا يشعر به الإنسان سوى مرة واحدة في العمر، وقد يعيش بعض الأشخاص حياتهم كلها ولا يحصلون عليه، لأنه نادر جدا، وقد يكون هناك أشخاص محظوظين يلتقون بهذا النوع من الحب مرتين،

(7) الحب الإختياري حب مشروط والحب القدري بلا مقابل

الحب الذي نختاره أيضا يحاجة إلى عناية ورعاية، فهو ليس مجرد الحصول على الزهور، أو إرسال رسالة نصية لطيفة، إنه أكبر من ذلك بكثير فالأمر يتطلب عمل الكثير للحفاظ على الحب الإختياري، فهو حب مشروط، أي على الحبيب أن يحسن معاملة حبيبه ليستمر الحب بينهما.

بينما الحب القدري هو رزق، لا يحتاج إلى أي مجهود، بل على العكس فالعاشق في هذه الحالة قد يحب معشوقه بلا حدود ولا قيود ولا مقابل.


علامات الحب القدري

تتميز علامات الحب القدري بأنها قوية ولا تتغير، وهي كما يلي:

1- الشعور بالإلهام والإحساس بأن الشخص المحبوب هو النصف الآخر من الروح، تشعر أنه توأم روحك الذي وجد في هذه الحياة من أجلك أنت.
2- الشعور بالارتباط العميق والمتجذر مع الشخص المحبوب والشعور بالكيمياء الروحية والجسدية المميزة بين الحبيبين.
3- الشعور بالحنان والاهتمام والعناية بالشخص المحبوب والرغبة في حمايته من كل شيء وحماية علاقتك به.
4- الإحساس بالراحة والسلام الداخلي عندما تكون مع الشخص المحبوب، حتى لو كنت تمر بظروف صعبة، حتى حينما لا يكون بينكما علاقة واضحة، تكتفي أنت فقط بالجلوس قربه أو الإطمئنان عليه، وهذا يكفيك عن الدنيا بما فيها.
5- الشعور بالتواصل المتناغم والتفاهم العميق بين الحبيبين حتى في الأوقات الصعبة، والقدرة على مساعدة بعضهم البعض في تخطي التحديات والصعاب.
6- الشعور بالارتياح والسعادة والسكينة عندما تكون بجانب الشخص المحبوب، والشعور بالحزن والفقدان عند فقدانه أو فراقه.

يجب الإشارة إلى أن الحب القدري ليس شيئًا مضمونًا بنسبة 100٪، ولكنه يحدث عندما تجد شخصًا يتماشى معك تمامًا، وتشعر بأنه الشخص الصحيح لك بشكل ملموس وعاطفي، وهذا الشخص لا يأتي دائمًا في الوقت المحدد أو المتوقع.

علامات الحب الإختياري

يختلف الحب الاختياري عن الحب القدري فيما يتعلق بعلاماته ومظاهره، وفيما يلي بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى وجود حب اختياري:

1- الاختيار: يتميز الحب الاختياري بأنه يعتمد على قرار الشخص نفسه في الوقوع في الحب، حيث يتم اختيار الشخص الذي نحبه بناءً على معاييرنا واختيارنا الخاص.

2- الاحترام والتقدير: يتضمن الحب الاختياري علاقة متبادلة تقوم على الاحترام والتقدير المتبادل بين الشريكين، حيث يتم تقدير الشخص بما هو عليه وبجميع مميزاته وعيوبه.

3- الإلتزام: يعتمد الحب الاختياري على الإلتزام بالعلاقة، حيث يعمل الشخصان على بناء علاقة قوية ومستقرة بينهما، ويسعيان جاهدين لتجاوز الصعوبات التي قد تواجههما في العلاقة.

4- الشعور بالسعادة: يشعر الشخص في الحب الاختياري بالسعادة والرضا الذاتي العالي، حيث يجد الشخص الذي يحبه يمنحه الدعم الذي يحتاجه ويجعله يشعر بالأمان والراحة.

5- التطور والنمو: يتميز الحب الاختياري بأنه يحفز الشخصين على التطور والنمو الذاتي والعاطفي، حيث يساعد كل من الشريكين الآخر في التغلب على نقاط ضعفه والتطور والنمو في الحياة.

6- التوافق: يعتمد الحب الاختياري على وجود توافق وتفاهم بين الشريكين، حيث يتميز العلاقة بالتوافق في الأفكار والقيم والمبادئ، ويسهل على الشريكين التواصل والتفاهم​

كيف تحافظ على الحب الإختياري

إنّ اختيار البقاء في الحب هو خيار يجب علينا جميعاً أن نضعه نصب أعيننا ، وإلا فإنّ مشاعر المحبة ستتلاشى وتنتهي مع مرور الوقت، فالبقاء في الحب يتطلب التزامات، فبعد توهج العلاقة الوردية لذلك الحب علينا اتخاذ القرار : هل نريد الاستمرار في حب ذلك الشخص والالتزام بالعلاقة معه؟ أم لا؟ فبمجرد اتخاذ القرار بأننا وجدنا الشخص الذي نريد البقاء معه ، سيبدأ العمل باتخاذ العديد من الخيارات أهمها:
  • خيار رؤية الخير والجانب المشرق في ذلك الشريك كل يوم ، بدلاً من التركيز على الأشياء السلبية التي تزعجنا فيه ، فقبول هذه الاختلافات هو جزء من الحب.
  • اختيار تجاهل الأشياء الصغيرة والمزعجة من الشريك ، فبدلاً من التركيز على ما لا نحصل عليه منهم ، فمن الأفضل رؤية ما يمكننا القيام به نحن لأجلهم، إذ يجب أن نحاول دائماً أن نكون داعمين لشركائنا متسامحين معهم.


تذكّر أسباب التزامنا بهذا الشخص كلما مررنا بوقت عصيب فلن تكون العلاقة ممتعة دائماً ، ومفتاح الإبقاء على ذلك الحب في هذه الأوقات هو تذكر أن نكون محترمين ، ونعترف بالتزامنا وأن نذكِّر أنفسنا لماذا اخترنا أن نحبهم من البداية ، ونتذكر إيجابياتهم

في الأخير الحب هو كل الخيارات سواءً التي اخترنا فيها أن نرى الصالح ونتجاهل التافه ، أو نبحث عما يمكننا القيام به لشركائنا ،واختيار التمسك بهم وحل جميع المشاكل معهم ، فجميع هذه الأشياء ومعها العمل والجهد تكون مكافأتها الرائعة البقاء في ذلك الحب.