فهل الرغبة هي دليل الحب؟ وهل يمكن التعبير عن الحب بعيداً عن فطرة الرغبة؟
الحب هو توافق فكري وعاطفي وإنساني، وإذا حصل التقدير بين الطرفين فيكون الحب جميلا وراقياً وثابتاً أمام ظروف الحياة، فيشعر الإنسان بأنّ حياته أجمل وذات معنى سامٍ بسببه، ويشعر غيره بأن وجوده بجانبه ليس تحصيلا حاصلا، بل مرتبط بالحياة والموت، لذلك الحب فرصة يصبح بها الإنسان راقياً إذا فهم أنّ جمال الحياة يزيد كلما كان مخلصاً وصادقاً ومضحياً بعيداً عن الأنانية أو الاستغلال أو المجاملة أو الكذب في التعامل، فنحن بشر ولنا رغبات، ولكن يجب أن يتم تحريكها وفق قيم الحب وسمو المشاعر؛ لتصبح ذات قيمة وأثر في النفس ولكي لا يندم أحد على ما قدم.
وأسمى أنواع الحب الذي يتكلل بالزواج؛ لتصبح الرغبة جزءاً من التعبير عن مشاعر الحب والتواصل بين الزوجين، أما مفهوم الرغبة فهو قائم على التفاعل الجسدي، وعندما تنتهي ينتهي معها كل شيء، فلا مانع من الابتعاد بينهما أو نسيان ما حدث، ويكون الضحية هو من رضي بأن يكون مجرد أداة لتنفيذ رغبات من أحبه، فلا يراه معه في الشدائد ولا يشعر به في المواقف ولا يهتم لأمره عند المصاعب، بل يراه ويقترب منه وقتما شعر بالرغبة أو كان خالياً من الهموم وأراد أن يمتع نفسه معه.
إنّ الرغبة أو العلاقة الحميمة بمفردها يستحيل أن ترضي الأنثى أو أن تشعرها بقيمتها؛ لأنّ الفتاة تبحث بالدرجة الأولى عن الحب الذي يتحقق من خلال النقاط التالية:
- أن تشعر بصدق الشاب وأن يُظهر نفسه على حقيقته من جميع الزوايا ، من دون تزييف أو كذب.
- أن تشعر بحنانه واهتمامه ، حيث يُعد الحنان والاهتمام من علامات الحب الحقيقي خصوصاً عندما يكون من الأعماق .
- أن تشعر بالأمان مع محبوبها -خصوصاً عندما تكشف نقاط ضعفها له فلا يستغلها ضدها.
- أن تشعر أنه لا يكون سعيداً إلا بقضاء أجمل وقته معها؛ لأنَّ ذلك مؤشر جيد على حبه لها من دون تكلف.
- أن تشعر بتضحيته من أجلها بدافع الحب لها وليس مرغماً على ذلك.