ثم فجأت بعد عامين من علاقة الحب العاصفة، بدأ يفتر، ويقلل اتصالاته، ويتهرب من التواصل معي أو الإلتقاء بي، حتى وصل به الأمر إلى أن يحضر رقمي من الوتساب ومن الإتصال، متذرعا بأني لا أتفهم انشغاله وأزعجه، وأنه سيكتفي هو بالإتصال بي حينما يجد الوقت، وهذا الأمر جرحني بشدة، إلى درجة أني شعرت بانهيار نفسي وعاطفي شديد، وكأني كنت أعيش طوال هذا الوقت في مدينة من ورق وأنهارت فجأة على رأسي، ولم يعد لي مكان أذهب إليه، لقد تألمت كثيرا، وأصبحت كمدمنة لا تجد جرعتها من السم!
شكوت الأمر لصديقاتي المقربات، لأجدهن يوجهن لي اللوم لأني (( اعطيته وجه أكثر من اللازم ))، بمعنى أني التصقت به، وهذا الأمر غير صحي، ونصحوني بالدخول إلى موقعكم، وقد وجدت أستاذة سعادة قد ذكرت هذه المعلومة عن الإلتصاق في دورة قواعد السعادة الزوجية، في القاعدة الثالثة، التي قرأتها وأستفدت منها كثيرا رغم اني غير متزوجة، لكني على الأقل فهمت كيف أتصرف معه، فهمت ما هي أخطائي، وما هي سلوكياتي التي أدت إلى ابتعاده عني، وكنت قد قررت أن أعيد ترتيب حياتي من جديد، وأن أستعيد كل انشطتي وهواياتي التي أهملتها منذ ان تعرفت عليه، لكن....
لكن أحدى صديقاتي وهي من الفتيات اللاتي لديها خبرة واسعة في العلاقات، وتعرف أكثر من شاب في نفس الوقت، وكل الشباب الذين تعرفهم يحلمون بحبها واهتمامها، سخرت مني، قائلة: "دعك من كلام الدورات والاستشارات واعلمي بأنه (( لا يفل الحديد، إلا الحديد ))، وأضافت قائلة: لتقهري حبيبك تعرفي على شاب غيره، وحينما تقعين في الحب مرة أخرى احتفظي دائما بشاب أو اثنين على سبيل الإحتياط، حينما ينشغل عنك الحبيب الأساسي، تجاهليه ولا تلاحقيه، بل اتصلي بأحبائك الاحتياطيين واشبعي مشاعرك من خلال التواصل معهم، حتى يشعر الأساسي بالخوف والغيرة ويعود إليك ..."
قالت الكثير من الكلام، وقدمت لي الكثير من الأمثلة من خبرتها وخبرة معارفها، لقد اقنعتني إلى حد ما بالفكرة، فكرة الأحباء الإحتياطيين، أو حبيب احتياطي واحد على الاقل، حتى لا أقع في مشكلة العوز العاطفي الشديد من جديد، لا أعرف ما رأيك في نصيحة صديقتي وهل ينجح الأمر فعلا؟"
.
.
قد يرى البعض أنَّ هذه الاستراتيجية مفيدة للحدِّ من آلام الرفض الرومانسي المحتمل في العلاقات العاطفية،فيضع بعض الناس قائمةً بالخيارات الرومانسية الاحتياطية المحتملة للانتقال المباشر إليها في حال لم تنجح تجربتهم الأولى، أو علاقتهم بالحبيب الأساسي، بعض من الرجال والنساء يفعلونها، لكنهم في جميع الحالات، لا يصلون إلى النتائج التي ترغبين أنت في الوصول إليها، وهي الزواج، حسب ما ذكرت في بداية رسالتك، بأنكما كنتما تخططان للزواج، بمعنى أنكما كنتما قد بدأتما في وضع أسس متينة للعلاقة الزوجية التي كنتما ستقدمان عليها، وأهم أساس من أسس العلاقة الزوجية، هو (( الثقة )) فإذا انهارت الثقة لأي سبب من الأسباب إنهار الزواج بالتالي، ولا أعتقد أن وجود حبيب احتياطي مخبأ في إحدى زوايا حياتك، يعني أنك مخلصة، أنت تعرفين أن هذه خيانة.
في المقابل، بالنسبة لخطيبك، أو حبيبك، الذي كان شديد الإلتصاق بك في بداية العلاقة، ثم أصبح يتصرف معك على تلك الشاكلة التي عبرت عنها هنا، في الحقيقة، على ما يبدو أنه ربما هو الآخر غير مخلص، قد يكون هناك في حياته علاقة أخرى، لكن هذا مجرد احتمال، وضعته بعد أن قرأت رسالتك مرارا وتكرارا، فأنت تقولين أنه بدأ في الإنسحاب فجأة، ثم أصبح يعاملك بهذه الطريقة الخالية من الإحترام على أقل تقدير.
هذا القطع المفاجأ في العلاقة، وهذا الانسحاب السريع، هو السبب في ما عانيته أنت من ألم، فقد عودك على وجوده الدائم والمستمر، وقدم لك الوعود بالزواج، بمعنى أنه جعل لديك أمل تقدمين في سبيله التنازلات، فقد التقيت به، وسمحت له بتقبيلك، ثم فجأة أختفى، وبلا أسباب واضحة، من الطبيعي أن تصابي أنت بحالة من عدم التوازن، إذا ما أصابك من ألم هو أمر طبيعي، وبالتالي أصبحت لديك ردة فعل، وهي الرغبة في حماية نفسك من هذا القدر من التعلق، أنت حاليا لا تريدين أن تتعلقين بهذا الشخص، أو بغيره إلى الحد الذي يجعلك مدمنة عليه، حتى لا يشكل غيابه مشكلة كبيرة كما حدث في تجربتك الأولى، وبدا لك أن نصيحة صديقتك جيدة، ...!
لكن يا عزيزتي،
هناك فرق بين من تتعرف إلى الجنس الآخر بهدف قضاء الوقت أو التسلية، أو أشباع العواطف، وبين من تتعرف إلى رجل بهدف الزواج، عليك أنت تسألي نفسك، هل تطمحين للزواج، أم لقضاء الوقت؟!!!
في الحقيقة إن وجود قائمة بالأحباء، ما هو إلا عائق أمام الأشخاص الراغبين في علاقة جادة؛ حيث يمنعهم من تقديم أفضل مالديهم، ويجعلهم في حالة انسحاب دائم، كما وأنه يضع الحبيبين في أزمة ثقة، فأحدهما أو كلاهما سيقع ويتم اكتشافه ذات مرة، فحتى الطرف الخائن، لا يحب أن تتم خيانته! تخيلي، أن يكون هو مخلصا لك، لكنه يكتشف أنك تخونينه مع عدة أشخاص آخرين، على سبيل الحب الإحتياطي.
فما مدى الفائدة والأضرار في الوقت نفسه لهذه الاستراتيجية وهذه الخطوة الاستباقية؟
- حقيقة يتفق عليها الكثيرون أنَّ الحبَّ طريقٌ محفوفٌ بالمخاطر، وأنَّ العشاق معرضون للإحباط العميق والألم الشديد أحياناً، لذلك فإنَّ بعض الشركاء يقومون باتخاذ الكثير من الاحتياطات التي تهدف إلى تهدئة ألم الانفصال الأول، و من ثم الانتقال إلى حبيب آخر.
- يتم استخدام استراتيجية الحبيب الاحتياطي في بعض العلاقات، فلدى البعض قائمة احتياطية طويلة بأسماء شركاء محتملين، تتكون في بعض الأحيان من بضع عشرات من المرشحين، ولذلك إذا كانت العلاقة مع الشخص الأول لا تسير على ما يرام، فإنهم يتحولون مباشرة إلى الشخص التالي في القائمة، و هذا التفكير وهذه القائمة تقلل من حافز الناس للتركيز على الشريك الأول بالاهتمام، و تقلل أيضاً من إمكانية الاستثمار في تعميق الاتصال بهم.
- تخلق قائمة النسخ الاحتياطية مشاكلَ مرتبطة بـالعلاقة القائمة، حيث إنَّها تقلل من احتمال إقامة علاقة رومانسية عميقة وملتزمة طويلة الأمد.
- كما أنَّ وضع قائمة بالنسخ الاحتياطية يعد نبوءة سلبية، كأنَّ ذلك الشخص يتوقع الانفصال عن شريكه يوماً ما، فيضع تلك القائمة استعداداً للانتقال إلى الحبيب التالي في قائمته الاحتياطية.
- تتمثلُ إحدى الصعوبات الرئيسية لاستراتيجية النسخ الاحتياطية في أنَّها تضرُّ بتعهد الالتزام الذي أدلى به كلا الشريكين في العلاقة الحالية، مما يجعل هذه الاستراتيجية بمثابة نبوءة تحقق ذاتها يوماً ما.
- وفي الأخير، قد يكون من المنطقي أنَّ وجودَ قائمة احتياطية للشركاء الرومانسيين قد تقلل من احتمالية حدوث الألم الحاصل بعد الانفصال الأول، إلا أنَّها في الواقع يمكن أن تزيد من احتمال حدوث هذا الانفصال بحدِّ ذاته.
كلماتي الأخيرة لك:
في اعتقادي أن هذا الشاب الذي تبكين عليه الآن لا يليق بك، وبدلا من تلويث مشاعرك بأحباء احتياطيين، وأنت تنتظرين اتصاله الميمون، أنصحك بحظره من كل وسائل التواصل الأجتماعي، ولا تسمحي له بأن يتواصل معك مطلقا، مهما حاول، وسيحاول، أعدك أنه سيحاول، بل وسيتصل بك من أرقام مختلفة بعد أن تحظرين رقمه، فلا تردي على الأرقام الغريبة،
في المقابل، ركزي في دراستك من جهة، وحاولي أن تغذي وقت فراغك ومشاعرك بأنشطة متعددة، مارسي الرياضة فهي خير علاج، تعلمي العزف على البيانو فالموسيقي رائعة في الطبطبة على المشاعر المجروحة، سافري مع صديقاتك، أو تعرفي على صديقات جدد، حتى تستعيدي نفسك في البداية، بعد ذلك ضعي حدودك التي عليك وضعها، قبل الدخول في علاقة حب جديدة، لكن أيضا بعد أن تستعيدي ذاتك، لا بأس من النظر في أمر العودة إلى حبيبك السابق لكن بشروطك، والتي أهمها الإحترام، أن يحترمك ويخلص لك، وتأكدي من أن نصائح الاستاذه سعاده في دورة قواعد السعادة الزوجية هي نصائح رائعة، التزمي بها، وبشكل خاص في القاعدة الثالثة، اعتني بنفسك وبالتوفيق.
.
لقراءة دورة قواعد السعادة الزوجية ( مجانية ) اضغطي (هـــــنــــــــــا)
لقراءة القاعدة الثالثة من قواعد السعادة الزوجية اضغطي (هــنــــــا)
لقراءة القاعدة الثالثة من قواعد السعادة الزوجية اضغطي (هــنــــــا)
نرحب بك وبمتابعتك لنا على مواقع التواصل الإجتماعي: