التأمل هو التركيز على شيء واحد، و يمكن أن يكون أي شيء هام بالنسبة للشخص المتأمل، و له تأثير كبير عليه. و الفكرة أنّ التركيز على شيء واحد، يجعل الذهن يهدأ و يسترخي ، و هذا عكس ما يعيش أغلبنا، بكمٍّ كبير من الأفكار المشتتة تتسابق داخل أذهاننا.
  • هناك العديد من الطرق للتأمل، و عليكِ أولا أن تتعلمي طريقة التأمل في النَفَس .
  • من الطرق البسيطة في التأمل هو التركيز على النَفَس ، فأغلب الناس يتنفسون بشكل سطحي . تقول مختصة في التأمل : “ إذا تنفسنا بشكل سليم ، سنهدأ بشكل تلقائي ، و لن نعاني من التوتر"
  • اجلسي مستقيمة الظهر، و أغمضى عينيك، تنفسي الهواء ببطء و عمق ؛ لتشعري بأن صدرك و بطنك يتمددان بالهواء ، ثم أخرجي النَفَس وأنت تحسين بأن الهواء يترك جسمك و صدرك ، استمري و أنت تركزين على تنفسك ، استمري في ذلك ما دمت تشعرين براحة.
  • إن التنفس يمكن أن يكون فى حد ذاته نوع من التأمل، أو قد يكون طريقة للاسترخاء.
هذه الطريقة تؤدينها قبل القيام بأحد طرق التأمل الآتية:
  • مشاهد من الطبيعة
عندما تنظرين في الأفق و تتأملين ، سيهدأ ذهنك بسبب تركيزه على هذا المنظر الواحد ، و يمكنك كذلك التأمل في أي مشهد ترتاحين له ، مثل الورد أو الأشجار.
  • كلمة معينة
يمكنك أيضاً التركيز على كلمة معينة ، و قومي بتكرارها طوال فترة التأمل ، يمكنك أن تختاري أي كلمة لها معنى عميق عندك ، فيمكنك أن تقولي على سبيل المثال “الخالق” "الحب" "الحياة" و غيرها.
  • الخيال المبدع
تستخدم كل الحواس في هذا النوع من التأمل ، تخيلي مكان مفضل عندك في الطبيعة مثل حديقة جميلة أو شاطئ على سبيل المثال ، شاهدي ، اشعري، و اسمعي المكان بكل تفاصيله مثل الرمل تحت قدميك، صوت الأمواج،..إلخ

لا توجد هناك طريقة محددة لهذا النوع من التأمل ، قد يرى البعض صورة معينة في أذهانهم ، بينما قد يشعر البعض بالأحاسيس التي يشعرون بها و هم في هذا المكان ، و ليس بالضرورة أن تتخيلي نفس المكان في كل جلسة تأمل ، قد يختار ذهنك كل مرة صورة مختلفة "اطلقي لخيالك العنان" .

أيّاً كانت طريقة التأمل التي ستختارينها ، غالباً ما ستجدين أفكاراً تمر بذهنك فتشتتك.

توضح المختصة في التأمل قائلة : " ذهنك ليس معتاداً على التأمل و سيحاول تحويل انتباهك" ، فبمجرد دخولك حالة التأمل، سيسترخي ذهنك و يتفتح ، و يكون على استعداد لتقبل أي شيء ، لهذا السبب فالأشخاص الذين يمارسون التأمل قد يجدون أفكاراً مبدعة تأتي إلى أذهانهم فجأة ، أو حتى حلولا لمشاكلهم.

كما تصف المختصة أن التأمل هي حالة تحول، فتقول : إن التأمل يمكن أن يكون أيضاً وسيلة للتخفيف من بعض المشاعر السلبية مثل العصبية، الاكتئاب أو الحزن، و توضح قائلة : “التأمل يجعلك تتصلين بنفسك و كأنك تفحصينها ، عندما يكون ذهنك هادئاً، ستبدئين في التعرف على نفسك ، على مثلك العليا ، مبادئك ، أحلامك، و طموحاتك ، و ستجدين نفسك لأول مرة تتعرفين على ذاتك و تحبينها”

وتقول أيضا : إنك لن تري فقط الجانب الطيب في نفسك، لكن أيضاً الجانب الذى لا ترضين عنه ، و هو ما تسميه المختصة “جانب الظل” ، و تشرح أنه خلال جلسة التأمل أنت تنظرين إلى جانب الظل الخاص بك ، تعترفين به، و تغيرينه شيئاً فشيئاً.

ماهو-التأمل-وماهي-فؤاده

إن مواجهة أنفسنا تتطلب منا الصدق و الشجاعة، لذا قبل أن تبدئي في ممارسة التأمل يجب أن تكوني حقاً مستعدة.

التأمل ليس حلاً سريعاً لجميع مشاكلك، لكن كلما استمررتِ في ممارسته ، ستشعرين بتغير تدريجي ، على سبيل المثال: قد تصبحين أهدأ ، أكثر شعوراً بالراحة ، أكثر قدرة على التعامل مع الناس، أو ببساطة ستستمتعين أكثر باللحظة ، هذا لأنك عندما تتأملين بانتظام ، سينسحب هذا الشعور الهادئ إلى حياتك اليومية.
وتلخص المختصة قائلة: سيستمر معك هذا الشعور خلال اليوم.

إننا نحن نحتاج إلى هذه المشاعر الهادئة في حياتنا ؛ حتى نستطيع أن ننجز و نتصرف بشكل إيجابي يتسم بالحب و المودة.