موسوعة التنمية الذاتية في موقع رووج أحمر a7mmr تشرح لك هنا تأثير هذه الإشارات، ولتكوني قوية الشخصية لابد من السيطرة على حالات عقلية معينة، تجعل لغة جسدكِ وكلماتكِ وسلوككِ تتناغم سوياً، لتوضيح أساسيات سمات الشخصية سنبدأ بالحضور بما أنه أساس كل شيء هنا.
محتويات الموضوع هي:
- ماهي صفة الحضور وما علاقتها بالتركيز؟
- ما أهمية الحضور والتركيز في قوة الشخصية؟
- تدريبات لتقوية الشخصية وقوة الحضور.
- تدريبات لقوة التركيز.
في عالم التكنولوجيا المتطور باستمرار، أصبحت قدرة عقولنا على التركيز على مهمة واحدة أكثر صعوبة. مع العقلية الصحيحة والممارسة، يمكنك تدريب عقلك على البقاء حاضرًا. يمكن أن يكون فهم فوائد الاستمرار في التركيز أمرًا حاسمًا لنجاحنا، وسيساعدنا على معرفة نقاط قوتنا او ضعفنا، وتحديد المكان الذي يمكننا تحسينه في حياتنا الخاصة أوظائفنا المهنية، أو علاقاتنا الإجتماعية.
.
.
ما هو التركيز؟
التركيز هو كيف يولي شخص ما الانتباه على شخص أو شيء، أو مهمة معينة. بحيث يصبح حاضرا ذهنيا، وحيطا فكريا بالحدث او المهمة أو الشيء أو الشخص.
الحضور والتركيز:
هل سبق أن شعرتِ في منتصف محادثة ما كما لو أن تفكيركِ غاب للحظة أو إنشغلتِ بعمل شيء ما؟ هل تظنين أن محاوركِ لاحظ الأمر؟
إذا لم يكن ذهنكِ حاضراً كلياً وإذا لم تكوني متفاعلة كلياً، فمازال أمام عينيكِ وملامح وجهكِ فرصة لتأخير رد فعلهما، استدراك الموقف بالتمارين طبعاً.
- وبما أن العقل البشري يستطيع قراءة تعابير الوجه حتى إن كانت لثوانٍ بسيطة، فهذا معناه أن محادثكِ يلاحظ حتى أصغر التفاعلات،
- نظن بأننا نستطيع إخفاء ذلك وأن لا بأس بغيابنا ذهنياً لكننا مخطئين، فإذا لم نتواجد مع الناس كلياً بجميع حواسنا فسيلاحظون ذلك،
- أجسادنا ترسل رسائل واضحة يقرأها ويتفاعل معها من هم أمامنا حتى وإن لم تكن مقصودة، ربما اختبرنا شعور ألا يستمع إلينا من نحاوره، لكنه يستمر بالاستماع حتى لا يشعر بالذنب حيالنا، ولكن وبطريقة ما هو لا يعيرنا كامل إنتباهه، كيف يكون شعوركِ حينها؟ منزعجة؟ مستاءة؟.
حدث الأمر معي ذات مرة حينما كنت أتحدث مع احداهن وشعرت بأنها لم تكن منتبهة معي كلياً، شعرت بالاستياء والامتعاض لما كانت تغوص فيه بعيداً ويبدو أكثر أهمية من محادثتنا،
2. عندها تصنفين بأنكِ غير مبالية وستفقدين الثقة بك والولاء لكِ.
3. وبالتالي مستحيل أن تكوني جذابة.
4. الحضور مهارة بالإمكان تعلمها مثل أي مهارة كالرسم أو العزف على البيانو
5. وبالإمكان تحسينها بالتدريب والصبر.
6. كونكِ حاضرة معناه بكل بساطة.
التركيز والحضور يعني أنكِ مدركة لما يحدث من حولك لحظة بلحظة، ويعني الانتباه لما يحدث أمامكِ أكثر مما يدور في رأسكِ من أفكار.
.
الآن وبما أنكِ عرفتِ خلل الحضور حاولي تطبيق هذا التمرين لتختبري نفسكِ، لتحددي لأي درجة تستطيعين أن تكوني حاضرة وتعلمي ثلاث تقنيات بسيطة لإظهار جاذبيتكِ أثناء تفاعلكِ.
تمرين الحضور:
هذا التمرين يساعدكِ على المحافظة على تركيزكِ وإدراككِ لما حولكِ وبالتالي يؤثر على حضوركِ، كل ماتحتاجين إليه هو مكاناً هادئاُ حيث تغلقين عينيكِ (سواء جالسة أم واقفة) لمدة دقيقة دون التفكير حتى بالوقت، فقط اضبطي المؤقت لدقيقة، أغلقي عينيكِ وحاولي التركيز في أحد هذه الأشياء:
لصوت من حولكِ أو أنفاسكِ أو الإحساس بأصابع قدمكِ.
1.الصوت:
- حاولي التركيز على الأصوات من حولكِ.
2.أنفاسكِ:
- ركزي على أنفاسكِ وعلى عملية الشهيق والزفير.
- ركزي على كل نفس تأخذينه وحاولي ملاحظة كل ما يتعلق بهذا النفس.
3.أصابع قدميكِ:
- ركزي على أصابع قدميكِ وحاولي الإحساس بها،
- هذا التمرين يجر عقلكِ لمجاراة جسدكِ والتركيز على جزء منه في تلك اللحظة فقط.
الآن أخبريني كيف جرت الأمور؟
هل وجدتِ عقلكِ يتوه بالرغم من محاولاتكِ جاهدة للتركيز؟
كما لاحظتِ البقاء حاضرة ذهنياً ليس سهلاً دائماً وهذا لسببين:
هل وجدتِ عقلكِ يتوه بالرغم من محاولاتكِ جاهدة للتركيز؟
كما لاحظتِ البقاء حاضرة ذهنياً ليس سهلاً دائماً وهذا لسببين:
السبب الأول:
عقلنا يتعجب من محاولة التركيز مع أي فكرة جديدة وغريبة تتعلق بصورة أو صوت أو رائحة، لذا فنحن نشعر بالغرابة حين تجذب انتباهنا مثل هذه الافكار وتأخذنا بعيداً عما نفعله أو نفكر فيه لأنها قد تبدو مهمة.
السبب الثاني:
نحن دائماً في تشتت حتى وإن كان جزئياً، لذا إن كنتِ تجدين من الصعوبة أن تكوني حاضرة تماماً فلا تلومي نفسكِ على ذلك فالأمر طبيعي لأن وجوده كلياً صعب على معظمنا.
هناك دراسة أثبتت أن متوسط وقت الشخص يذهب في تشتت ذهنه حتى مدربي التأمل يغيب ذهنهم للحظات أثناء تمارينهم، لكن الجيد في الأمر هو أنكِ تستطيعين رفع إمكانياتكِ بإثبات حضوركِ والتركز فيما يدور حولكِ مرة بعد أخرى حتى إذا لم يكن بشكل تام تماماً، فالتدريب يتولى أمر وصولكِ للقمة.
- إذاً في المرة القادمة وعندما تخوضين محادثة ما حاولي أن تركزي مع من تحادثينه والسيطرة على غياب تركيزكِ،
- بإمكانك حتى التحضير للجملة التي ستقولينها،
- حاولي تركيز عقلكِ أو استحضري أحد التمارين كأن تركزي على أنفاسكِ أو أصابع قدمكِ ولو للحظة لتتمكني من العودة إلى الحوار والتركيز مع الآخرين.
لاتشعري بالاستياء إن لم تنجحي بأحد التمارين السابقة، فأنتِ تنطلقين من بداية صحيحة وطالما أدركتِ أين الخلل وهو شتات الذهن الوقتي وتأثيره بمن حولكِ فهذا معناه أنكِ مستعدة للمضي قدماً.
مثال جيد :
فلنتخيل معاً أنكِ في مكتبكِ وتهمين بالخروج لحضور إجتماع وجاء أحد موظفيكِ لطلب أمرٍ ما وليس لديكِ متسع من الوقت لتستمعي له، إن إستمريتِ بالقلق على الوقت والتفكير به فسيظهر الأمر جلياً لمن أمامكِ وسيزيدكِ الأمر توتراً، ستفقدين التركيز بما يخبرك به الواقف أمامكِ وستعطين إنطباع بأنكِ مستهترة وذهنكِ غير حاضر وبالتالي سيستنتج بأنكِ لستِ مهتمة بمشاكله لذا لم تعيريه أي اهتمام.
بدلاً من القلق إن فكرتِ بأحد التمارين وطبقتها لثوانٍ فهذا سيعيد لكِ تركيزكِ وحضوركِ في تلك اللحظة، وسيبدو هذا واضحاً في عينيكِ وملامح وجهكِ وسيأثر هذا إيجاباً على الشخص المستقبِل لهذه الإشارات، فحضوركِ التام يظهر في لغة جسدكِ والتي تزيد من قوة شخصيتكِ أمام الجميع.
حافظي على قوة تركيزك:
لاتعتمد قوة الشخصية على كم بقيتِ من الوقت في محادثة أحدهم بل كم بقي ذهنكِ حاضراً في كل تفاعل، القدرة على التركيز ووجودكِ الكلي في مكانٍ ما يجعل نسيانكِ أمر صعب.
- فبقاء تركيزكِ عالٍ لمدة خمس دقائق كافٍ لإذهال من هم حولكِ.
- ولتتركين إنطباع مريح لديهم،
أحدهم قال أنه يزعج الناس بإستمرار عندما يكون تحت ضغط العمل أو يعمل على طلبات متعددة وإن قدم أحدهم لرؤيته فجأة يبدأ بالتفكير بالعمل الذي كان ينجزه وكنتيجة ينزعج من قدم إليه لشعوره بأنه غير مهم، لكن بعد ممارسته لتمارين التركيز أدرك كم أنه من القيم إعطاء الآخرين كامل انتباهك حتى لو كان لقائك بهم لبضع دقائق ونتيجة لذلك أصبحوا يغادرون مكتبي شاعرين بالراحة والاهتمام، وهذا كان درساً قيماً تعلمته خلال تدريبي معك
.
.
زيادة قدرتكِ على إثبات حضوركِ من خلال تركيزكِ لا تطور لغة الجسد لديكِ فقط،
- بل تزيد من مهارات الإصغاء والتركيز الذهني
- وتزيد من قدرتكِ على الاستمتاع بحياتكِ،
- وغالباً جداً ماتحين لحظة خاصة كحفلِ ما أو حتى بضع دقائق مع من تحبين تشعرين بعقلكِ يتجه في ستة إتجاهات مختلفة إعلمي هنا أنكِ بحاجة للتمرين.
إحدى المدربات قامت بتدريب مفيد جداً لرفع قدرة التركيز وإليكِ ما قالت: في معظم اللحظات يكون لدينا تعليق داخلي مستمر بما سيحدث لاحقاً وما علينا فعله، فقد تحيين صديقة بمعانقتها لكن الدفء في التحية غير موجود بسبب التفكير كم من الوقت نحتاج لهذا العناق وما سنقوله بعد التحية، إننا نتعجل في الحركة ولسنا متواجدين كلياً، كونكِ حاضرة يساعدِ على التصرف سريعاً في كل موقف وبالوقت المناسب.
كسبتِ حتى الآن ثلاث مهارات للتركيز وبإمكانها أن تصبح جزء من طبيعتكِ مع التمرين المستمر، تذكري أنكِ كلما أعدتِ ذهنكِ للحاضر فالنتائج تكون جيدة لتصبحي أكثر تأثيراً في من هم حولكِ وهذا بالتالي يكسبكِ ثقة أكبر في نفسكِ. وبهذا تكوني وضعتِ أساسيات قوة الشخصية المتصلة بالحضور.
أصبحتِ الآن على دراية تامة بما هو الحضور والتركيز وأهميته لقوة الشخصية وكيف يمكنكِ الحضور عليه، سننتقل إلى الأساسيات الآخرى: القوة والدفء وأقصد بالدفء اللطف.