وبالنسبة لقوة الشخصية والجاذبية لغة الجسد أهم من الكلمات، فمهما كانت عباراتك أو كلماتكِ قوية ومؤثرة فإنها لاتجدي نفعاً أمام لغة جسدكِ الخاطئة وبالتالي تفقدي جاذبيتكِ، من جهة أخرى إن كانت لغة جسدكِ صحيحة بإمكانكِ أن تكوني قوية وجذابة حتى دون النطق بكلمة واحدة.
التعبير عن حضورك وقوتكِ ودفئكِ من خلال لغة الجسد هي كل ما تحتاجين لتصنفي بأنكِ قوية وجذابة.
قوة شخصيتكِ تبدأ من عقلك وتحكمك في لغة جسدك:
بينما كنتِ تتحدثين الى شخص آخر هل كنتِ مدركة لحركة جفنيكِ المتكررة؟ لا، لكنهما مازالتا تعملان وتؤديا وظيفتهما، هل لاحظتِ ثقل لسانكِ في فمكِ؟ أو وضع أصابع قدميكِ؟ هل نسيتِ جفنيكِ مرة أخرى؟
أجسادنا ترسل آلاف الإشارات في كل دقيقة ونحن لاندركها جميعاً فقط ما نستطيع الشعور به كنبض القلب أو التنفس، هذه الإشارات جزء من ملايين الوظائف الجسدية التي يتحكم بها عقلنا الواعي واللا وعي أيضاً.
وهناك العديد من الإشارات في لغة الجسد يتعين علينا التحكم بها بإدراك وهذا له تبعات، أول التبعات هو كوننا لا نستطيع التحكم بلغة جسدنا بإدراك، معناه أننا لانستطيع إرسال إشارات دالة على قوتنا أو جاذبيتنا إلى أنفسنا.
ولنحصل على جميع الإشارات بطريقة صحيحة نحتاج للتحكم بآلاف الإشارات المتزامنة والمرافقة منذ اللحظة التي يتذبذب بها الصوت إلى اللحظة التي نرى فيها الفعل أمام أعيننا والأمر مستحيل فعلياً.
نحن لا نستطيع التحكم بأدق حركة في الجسد، من جهة أخرى وطالما اللا وعي مسؤول عن معظم الإشارات غير اللفظية هنا بالإمكان حل المشكلة .. نستطيع وسنتعلم كيف؟
.
.
.
.
لغة أجسادنا توضح حالتنا وما نفكر به سواء أردنا ذلك أم لا:
ملامح وجهنا من صوت ووضعية الجسد وجميع الإشارات الأخرى في جسدنا حالتنا وما نفكر به وما نشعر به كل ثانية، ولأننا لا نسيطر على هذا التدفق بوعي فكل ما يخطر في بالنا يظهر جلياً في حركتنا ولغة جسدنا وإشاراته،
حتى لو سيطرنا على التعابير الأساسية في وجوهنا أو أيدينا أو أقدامنا وكان ما بداخلنا مختلف عما نهدف إلى إظهاره فعاجلاً أم آجلاً مايسمى بالإشارات الدقيقة جداً ستظهر بوضوح على ملامحنا، هذه الإشارات الدقيقة تظهر لثانية وتختفي سريعاً والبعض يظن أنه يستطيع التحكم بها لكنها ملحوظة لدى الجميع وبالأخص الأشخاص الذين يستطيعون قراءة الأفكار والإشارات، وبالتالي سنتلقى سلوكيات تنبهنا أن هناك خطأ ما يحدث.
هل شعرتِ يوماً بالفرق بين الابتسامة الحقيقية والزائفة؟
- الابتسامة الحقيقية تحدث وتحرك معها عضلتين مهمتين في الوجه إحداهما هي زاويتي الفم والأخرى حول العينين، في الابتسامة الحقيقية تنفرج زاويتي الفم وترتخي بلطف زاويتي الحاجبين،
- أما بالنسبة للابتسامة المزيفة تتحرك فقط زاويتي الفم ولاتصل للعينين أو على الأقل كما يحدث في الابتسامة الحقيقية، يستطيع الناس تمييز هذا الإختلاف؛ لأن مايدور في ذهنكِ يظهر جلياً في جسدكِ ولأن أبسط وأدق الحركات تظهر بوضوح فسلوك الجاذبية يجب أن يوجد في عقلكِ أولاً.
حالة عقلكِ وماتحتويه من أفكار تظهر عاجلاً أم آجلاً إن لم تستطيعي التحكم بها قدر الإمكان، لذا أول خطوة في تعلم التحكم بجاذبيتكِ أو قوة شخصيتكِ هو تطوير الحالات والأفكار الكامنة المسؤولة عن السلوك ولغة الجسد.
سنبدأ بتطوير بعض المهارات المرئية، نعرف أولاً ماهي وكيفية التعامل معها ليسهل التحكم بها وبالتالي التحكم بالإنفعالات الخارجية لسلوكياتنا.
تخيلي أنكِ تلقين خطاباً مهماً، أنتِ تبلين حسناً باستخدامكِ الأدوات الحديثة التي تعلمتها وتبدين واثقة وقوية، ثم فجأة يقاطعكِ أحدهم بقول شيء يفقدكِ تركيزكِ وثقتكِ هنا جميع مهاراتكِ ذهبت في مهب الريح، كفاحكِ للتحكم بعالمكِ الأحلى أشبه بإضافة العديد من الشرفات إلى منزل ضعيف البناء، إنها لمسة جميلة لكنها مع أول هزة أرضية تسقط البناء معها، إن كانت حالتكِ الداخلية مضطربة فمن الصعوبة التذكر وبالتالي هناك صعوبة باستخدام المهارات التي تعلمتها لتوكِ، مهاراتكِ الداخلية والتي تساعدكِ على التحكم بوضعكِ وحالتكِ الداخلية تشكل الأساسيات التي تبني عليها مهاراتكِ.
هنا جدول خذي دقيقة وحاولي إعطاء نفسكِ نسبة من خلال التقنيات المستخدمة والمهارات الداخلية المتعلقة بالفكر والعقل والمهارات الخارجية المتعلقة بالسلوك.
النسبة | التقنيات | المهارات الداخلية | المهارات الخارجية |
عالي | |||
متوسط | |||
منخفض |
- دائماً ما أرى مهندسين ماهرين يصفون أنفسهم كما يصفهم الآخرون بأنهم يملكون تقنيات عالية وقدرات خارجية متوسطة ومهارات فكرية منخفضة،
- وهناك دراسة تميل إلى أن التقنيات والمهارات الفكرية المتوسطة لكن القدرات الخارجية يجب أن تكون عالية لذوي الشخصيات القوية، لكن هؤلاء دائماً مايقيمون أنفسهم بأنهم يمتلكون تقنيات منخفضة لكن مهارات فكرية وخارجية عالية.
- بينما يخبرنا الأشخاص قويي الشخصية أنهم يمتلكون تقنيات أقل من نظيرتهما مهاراتهم الفكرية والخارجية تسيطر على ما دونها، المهارات الفكرية مهمة مضمنة للوعي والسلوكيات التي تديرها بشكل صائب.
هل شعرتِ يوماً عند مشاهدتكِ لفيلم رعب ان قلبكِ يدق بقوة؟
أنتِ مدركة أنه مجرد فيلم وأنهم مجرد ممثلين يظهرون بأنهم قتلوا مقابل أجر يتقاضون، ومع ذلك يرسل لك عقلكِ رسائل تجعلكِ تفزعين حال رؤيتكِ الدماء ويرفع من نسبة الأدرينالين إلى نظامكِ.
إليكِ خطوات عملية من خلال هذا التمرين:
1- فكري بمقطع موسيقي مفضل لديكِ.
2- الآن تخيلي أنكِ تمررين أظافركِ خلال لوح طباشيري.
3- الآن تخيلي أنكِ تضعي يدكِ في دلو مائي مليء بالتراب وحاولي الشعور بحبات الرمال تتخلل من بين أصابعكِ.
لايوجد هناك أي رمال لكن التفاعل مع الأحداث المتخيلة والمسؤول عنها عقلكِ الباطن تنتج لكِ تفاعل حسي حقيقي، ولأن دماغكِ لا يستطيع التمييز بين الوضع الخيالي والحقيقي فقد يرسل لجسدكِ نفس الإشارات التي قد يرسلها في الوضع الحقيقي، ما يؤمن به عقلكِ سيتم توضيحه من خلال جسدكِ بإشارات تسمى لغة الجسد.
يوجد في الطب طاقة إيجابية تؤثر في الدماغ، يستخدم الأطباء هذه الطاقة لتحسن مرضاهم ويحدث أن يعطي الأطباء علاج وهمي لمرضاهم يخبرونهم أنهم يتلقون تدخل علاجي بينما في الحقيقة هذا لايحدث أبداً، وفي عدد كبير من الحالات يتلقى المرضى هذه المعالجة وتتطور حالتهم الصحية بشكل جيد.
هناك تجربة أخرى تمت أيضاً وهي جمع مرضى كبار السن في بيئة أشبه بالمنزل وتم تزويدهم بالطعام والملابس والموسيقى الأكثر شعبية عندما كانوا في سن العشرين، وخلال الأسابيع التالية أظهرت الفحوصات بشرة أكثر نضارة وعينان أصح من السابق وزيادة بقوة العضلات والعظام أكثر مما كان عليه.
تأثير العقل على الجسد متماثلين ، وفي هذه الحالة يفرز الدماغ مادة سامة نتيجة لرد فعل متكامل لأسباب خيالية وغير حقيقية.
في أحد التجارب تم إعطاء بعض الأشخاص الذين يعانون الحساسية تجاه نبات معين وتم إعطائهم ورق من هذه النبتة بينما في الحقيقة هي ورق نبتة أخرى وطلب منهم دعكها في منطقة من أجسادهم وكانت النتيجة أنهم أصيبوا بالطفح الجلدي،
العقل والجسد، كلاهما يلعب دور خطير في قدرتنا على فك القيود التي تمسك بقوتنا الكامنة، نتيجة لذلك وحقيقة مايدور في عقولنا يؤثر على أجسادنا ولأن عقولنا لاتستطيع التمييز بين الواقع والخيال فما نتخيله يؤثر على لغة أجسادنا وبالتالي على قوة شخصيتنا، مخيلتنا تستطيع تعزيز قوتنا إعتماداً على ما تحتويه.
هناك نحات مشهور يصر على الدوام أنه لم يخترع تماثيله المذهلة كل ما هنالك أنه كشفها للعلن، كيف؟ يقول أن موهبته الوحيدة كانت في أنه نظر إلى ذلك الجسد المحبوس في كتلة المرمر وقام بتحريره من خلال نحته.
كل ما كان بحاجته حينها هو المهارة للتركيز على القطعة المهمة وإزالة القطع الزائدة لبروز الشكل المطلوب، وهذا بالضبط ما سنساعدكِ على فعله، معرفة العقبات التي تعيق قوة شخصيتكِ من الظهور وإزالتها.
وكما تعلمين الآن فحالة عقلكِ الخطيرة تؤثر كثيراً على قدراتكِ باستخدام لغة الجسد، فرفع مستوى قوتكِ يحتاج أولاً أن تعلمي ماهي العقبات الداخلية التي تمنعكِ من إظهار قوتكِ وسنلقي نظرة على أنواع مختلفة من الحالات الجسدية والعقلية غير المريحة والتي من شأنها الوقوف في طريقكِ.