أنا في عذاب مستمر بسبب شخصيتي. علاقاتي الاجتماعية سيئة. تفكيري بكلام الناس أرهقني. ضعف ثقتي أفقدني الكثير "منها ضعف تحصيلي العلمي". كرهت نفسي، خجلي عذبني، حتى من الشكوى تعبت وعقدتي اللامنتهية عذبتني، كيف أعيش بهناء؟
🍀 مشكلتك الحقيقية، ليست في كلام الناس، وإنما في نظرتك أنت إلى الناس، يبدو انك تعطيهم أكثر من حجمهم، فالناس في الحقيقة ليست مثالية، مطلقا، لتعمل لها كل هذا الحساب، كل شخص ولديه ما يخفيه من عيوب ونواقص، وأخطاء، ربما من بينها ما لا يخطر لك على بال، فإن كان الحال هكذا، لما تهتم أصلا بكلامهم، أجلس قليلا وتفكر في الشخص الذي تهتم كثيرا لما يقوله عنك، وحاول أن تتذكر، ما هي عيوبه؟ بالتأكيد ستجد ثمة شيء يعيبه أو ربما أشياء، وهو شخصيا يكره أن يعايره شخص ما بعيوبه، في كل شخص ستجد أمرا يؤلمه لو أنك عايرته به، لأن كل الناس هكذا.
🍀 ولتريح رأسك أكثر، حاول أن تعطي حياتك أقصى درجات الخصوصية، ليس على الناس ان تعرف عنك أي شيء أنت لا تريدهم أن يعرفوه، فالإنسان الذي يترك حياته مكشوفة، وأخباره معلنة، من الطبيعي أن يجد نفسه حديث الآخرين، فالناس ملانة وتريد أن تتسلى، ومرهقة وتريد أن تترفه، ومنقوصة وتريد أن تعالج عقدة النقص لديها بالحديث عن أخطاء الآخرين، بعض الناس تخفف من نقصها، بالحديث عن نقص الآخرين…!!!
🍀 اقرأ مقالا، اسمع يوتيوب، أبحث عن كل شيء تحتاج إلى معرفته،فعقدتك الوحيدة هي قلة الخبرة في الحياة، وأعذرني على هذه الكلمة، الجهل مصيبة، والإنسان حينما يجهل ما يحتاج إلى معرفته، يمرض، نفسيا، ومعنويا، وحتى جسديا، لهذا فإن العلاج بعلم النفس المعرفي، هو سيد العلاجات في العصر الحديث، عالج نفسك بالمعرفة،
🍀 فالجاهل اليوم، ليس من يجهل الكتابة أو القراءة، وإنما من يجهل حقيقة الناس، وطبيعة المجتمعات، وكيف يحمي نفسه ويدير حياته بمنتهى الحرص والأمان.
إن كان بإمكانك أن تغير مقر سكنك، فأبدأ في ذلك فورا، ابتعد عن المحيط القديم، أبحث عن بيت في حي سكني جديد، حي يكون الناس فيه قريبون من تفكيرك، يشبهونك، فأحيانا اختلافك فكريا عن المحيط الذي تعيش فيه قد يصيبك بالإحباط، واليأس، والقلق، والشك في نفسك، بينما في الواقع قد يكون تفكيرك هو الصحيح، والأفضل منهم.
اهدأ، لا تكن مع الناس ضد نفسك، إهدأ فنفسك ليس لها أحد سواك، إهدأ، ولملم أطرافك من هنا وهناك، وأبدأ في تجاهل كل من يسيء إليك، سواءا بكلمة أو بفعل أو بسلوك، وحينما يستفزك الآخرون، قل في نفسك، ان تصرفاتهم شيء يخصهم، ركز في نفسك، في مذاكرتك، حتى لو اضطررت إلى البقاء في نفس الحارة وأغلقت بابك عليك في غرفتك،
أنت بحاجة الآن إلى أن تستجمع كل قواك، وكل تركيزك لتخرج من عنق الزجاجة، عليك أن تنجح في دراستك، ضع تركيزك فيها، بدلا من أن تهدره في التفكير في الناس، وكلام الناس، فهؤلاء الناس الذين تهتم الآن لأمرهم، لن ينفعونك حينما ترسب، وتفشل في الحصول على وظيفة تطعمك، ولن يقف منهم أحد معك، حينما تجد نفسك مفلسا، وعاجزا عن إعالة أسرتك، بل أسوا من ذلك، حيث أنهم سيتحدثون عنك بسوء أكثر، وسيقولون، فعلا صدق فيه كلامنا!!!!
بينما لو تجاهلتهم الآن تماما، وقويت نفسك، وركزت في دراستك، فستثبت لهم ورغما عنهم، أنهم لم يقدروك حق قدرك،
صديقي، لماذا تهتم لكلام الناس؟ هل سيقطعون عنك المصروف؟ هل سيمتنعون عن إطعامك؟ دعهم يتحدثون، ويرهقون ألسنتهم حتى الموت، لا شأن لك بهم، عليك بنفسك، وتأكد حديثهم لن يمنع عنك شيء، ولن يقصيك عن رزق هو لك، ولن يبعد عنك شخص هو من نصيبك، ولن يأخر عنك خير قد كتبه الله لك، اهدأ، وركز،
أما عن خجلك، فماذا في ذلك، كن خجولا، ما المشكلة، هل الخجل عيب أو فضيحة!!! هل الخجل جريمة!!! إنه مجرد صفة عادية، مثل أن نقول فلان عصبي، وفلان متسرع، وعلان متردد، صفة طبيعية كغيرها من الصفات، ليست مرضا، ولا وباءا.
🍀 اهتم بنفسك و سيأتي اليوم الذي ستتحرر فيه من خجلك، هل تعرف متى؟
حينما تنجح، وتحقق ذاتك، رغم كل التحديات التي في حياتك، سترتفع ثقتك في نفسك بشكل تدريجي، مع الوقت، وسترى كيف ستتحول من شخص خجول إلى شخص واثق، فالثقة لا تأتي من مجرد كلمات حماسية يوجهها لك الآخرون، ولا تأتي مع جلسات الاستشارات عند الأطباء النفسيين، وإنما تأتي من الإنجازات التي تحققها في حياتك رغم كل التحديات التي تواجهك، فاخبرني ماذا حققت؟ وماذا تنوي أن تحقق؟
🍀 هيا أبدأ في مسيرة النجاة بنفسك من هذه الزاوية السوداوية فورا، أنهض وذاكر، واجتهد، وانجح، وبالتوفيق.