1. الركن الأول: الإستمرارية.
تابع الفصل الأول: ضعي أساسات متينة وقوية
الإستمرارية، خذي قرارك بأن يستمر زواجك مدى الحياة
تابع الفصل الأول: ضعي أساسات متينة وقوية
الإستمرارية، خذي قرارك بأن يستمر زواجك مدى الحياة
لقد بات الطلاق يتم بسهولة مثل الزواج بل أسهل منه بكثير، ففي إحصائيات عالمية، يأتي الطلاق كنتيجية بنسبة 25% من حالات الزواج، ليس هذا فقط، بل بدأت هناك موجة كبيرة من إضراب الشباب عن الزواج، وهناك من يعتقد أن الزواج كالسجن، لكنه يأتي مع بوابة للهروب، قد يستخدمها أحد الزوجين عندما يصبح الضغط داخل العلاقة الزوجية غير مستحب، أو حينما يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بالملل، أو يرغب في تجربة علاقة جديدة، بعيدا عن مضايقات الشريك الحالي، لقد فقدت العلاقة الزوجية قدسيتها مع الوقت، وباتت مثلها مثل أي علاقة هشة، ضعيفة، بين طرفين غير حريصين عليها!!!
لكن الزواج ليس أبديا، وهناك زيجات مدمرة لأحد الطرفين أو لكليهما وجب فيها الطلاق
حينما يتزوج إثنان، فإن هذا الزواج ما أن يبدأ، حتى تبدأ معه العديد من الإعتبارات، أولها علاقة مصاهرة بين عائلتين، وتلك العلاقة تتجذر مع إمتداد سنوات الزواج، كما تولد مع هذه العلاقة الزوجية علاقة أرحام جديدة، فالطفل الذي يأتي نتيجة هذا الزواج، يصبح لديه أواصر قربى من الجهتين، الأب والأم، وكل تلك الأواصر تهمه، وتسهم في بناء شخصيته، وتكوين مجتمعه القريب ومحيطه الأساسي، لذلك حينما يحدث الطلاق، فتبعاته السلبية، تؤثر بشكل مدمر على هذه العلاقات.
المرأة الناجحة، هي المرأة التي تتخذ قرارها، بأن تفعل كل ما يلزم لتحافظ على زواجها، ليس من أجل أحد سوى نفسها، ومن أجل أحبائها، هذا لايعني أني أشجعك على الإستمرار في زواج مؤلم، أو مؤذي، أو مدمر، بل أشجعك على علاج مشاكلك بكل الطرق الممكنة، أن تكون زوجة قوية محاربة، تتمسك بإنجاح زواجها والحفاظ عليه مهما كانت التحديات،
ذلك لأن العلاقة الزوجية لا توجد علاقة أخرى في هذه الدنيا يمكن أن تعوضها، لا علاقات عاطفية عابرة، ولا عميقة، ولا دائمة، ولا أي شيء آخر، لن يعوض علاقتك الزوجية استقلاليتك، ولا وظيفتك، ولا ثقتك في نفسك، كل هذه الأشياء مهمة للغاية، نعم، لكنها لا تعوضك عن الزواج الناجح، حيث يكون لديك كيان إجتماعي، وإشباع جنسي وعاطفي، واستقرار نفسي، وأمومة آمنة مستقرة.
حتى حينما تعصف بعلاقتك الزوجية المشاكل، يبقى يا صديقتي هذا هو طبع الحياة بشكل عام، لا حياة بلا مشاكل، كل الطرق، وكل العلاقات، فيها ما ينغصها، لكن أن تحاربين من أجل علاقتك الزوجية، أربح لك مليون مرة من أن تحاربي من أجل حبيب، أو عشيق، زواج ثاني!!!
اثنان من الركائز الحيوية التي تدعم الصحة النفسية وطول العمر للإنسان هما الزواج والعائلة.
يقول هذا الرجل لقد تعلمت درسًا مهمًا من زوجتي. كنت قد سافرت مؤخرا لمدة أسبوعين، بسبب العمل، وحينما عدت من السفر كان لدي أربع ساعات فقط حتى أخرج لحضور إجتماع هام مع مديري، لكني لاحظت أن غسالة ملابسنا الصغيرة معطلة وأن زوجتي كانت تغسل الملابس يدويًا. فقررت أن أساعدها، وأن أصلح الغسالة خلال هذه السويعات قبل خروجي للعمل.
لكن زوجتي حينما رأتني منهمك في إصلاح الغسالة قالت لي: " ماذا تفعل؟"
قلت "أقوم بإصلاح الغسالة، لذا لن تضطري إلى القيام بذلك يدويًا."
قالت "لا. اذهب للعب مع الأطفال".
قلت "يمكنني اللعب مع الأطفال في أي وقت. أريد مساعدتك."
ثم قالت وبحزم هذه المرة: "من فضلك اذهب للعب مع الأطفال."
عندما تحدثت معي بشكل رسمي، أطعت فورا ولم أناقشها.
لقد قضيت وقتًا رائعًا مع أطفالنا. طاردنا بعضنا البعض وتدحرجنا على العشب في حديقة منزلنا، ذهبت لاحقًا إلى اجتماعي. ربما كنت سأنسى تلك التجربة لولا الدرس الذي أرادت زوجتي أن أتعلمه.
في صباح اليوم التالي في حوالي الساعة 6:00 صباحًا، استيقظت حيث شعرت بذراعين صغيرتين حول رقبتي، وقبلة على وجنتي، وكانت هذه الكلمات تهمس في أذني، ولن أنساها أبدًا: "أبي، أنا أحبك. انت صديقي المفضل."
إذا كنت تواجه هذا النوع من الخبرة في عائلتك، فأنت تتمتع بواحدة من أفراح الحياة الخارقة.
هذا هو الزواج يا صديقتي، مشاعر عميقة جدا، هي ليست كمشاعر الحب العابرة، والإعجاب المتأججة، واللمسات العاطفية الحارقة، إنها ببساطة،
مشاعر عذبة رقيقة تنمو يوما بعد يوم، كشجرة حب كبيرة تتجذر في قلبك، قلب زوجك، وأبناؤكما رويدا رويدا، بأختصار الزواج يحولك من شخص واحد إلى عدة أشخاص معا، ففي الزواج لا للفردانية، ونعم للعائلة، للزوج الشريك، للأبناء اللطفاء.
تعليق