مقتطفات من يوميات الكاتبة الرائعة أميرة، حصريا في موقع رووج أحمر.
كنا في إحدى الجهات، ننهي معاملة أنا وزوجي و معنا طفلنا الصغير، فيما كانت الموظفة المعنية بمساعدتنا ( تعبانة على نفسها ) برموش وأظافر صناعية، وشعر مصبوغ يطل من تحت غطاء شعرها المطرز، وشفتين ستنفجران من (الفيلر ) و ابتسامة هيليود شاقة وجها شق.
ولديها نظرات خاصة، تعلمتها كما يبدوا من خبرتها الطويلة في هذه الوظيفة، لتغوي بها المراجعين الذين تعتقد أنهم ( لقطة) بعد أن تقرأ أسمائهم، وتعرف مكانتهم الإجتماعية من المعلومات التي تظهر لها على شاشتها، وتكتشف مستواهم المادي، وكل ما تريده عنهم، كذلك تقرأ بعينيها الزايغة أنه متزوج، ومع ذلك لا يهمها، أنانية كل همهما أن تستمتع بالحصول على معجب جديد.
كانت كل أوراقنا كاملة، المعاملة كلها كاملة، وواضحة، لكن الموظفة التي أرادت أن تثير إنتباه زوجي أكثر، وأرادت أن تدير حديث ودي جانبي معه رغم وجودي، قالت بدلال: هل الأوراق الفلانية موجودة!!؟؟ فنظر لي زوجي بعيني طفل بريء وكأنه يقول ( لادخل لي هي من تتحرش بي ) فنظرت لها مدافعة عنه ومحتجة على سؤالها وقلت لها: "لماذا تسألينه عن الأوراق، وهي بين يديك؟
لكنها تجاهلتني من جديد، وكأن موقفه رفع منسوب أعجابها به، فبعض المتصيدات يعشقن الرجال المخلصين لزوجاتهن، هي تعتقد في قرارة نفسها أن من يخلص لزوجته، سيخلص لها أيضا، حينما تصبح صديقته، وهذا يضمن لها أن لا يغازل عشرين واحدة غيرها،
وابتسمت له قائلة، وخذوا بالكم كانت تبتسم له فقط، ولا تنظر لي مطلقا، ( وحده مريضة من الآخر ) وكأني غير موجودة كأني كرسي في الجوار،
قالت له: سوري، لم أرها، هل وقعتها؟ ونظرت له بإعجاب، وابتسمت له من جديد، وكان توقيعه ( كبر الشمس ) فوق الورقة، يصهل صهيل الخيل، إلا أنها اختارت أن تدعي أنها أيضا لم تره!
ادركت أن لغة جسدها تصرخ معجبة بزوجي، وعلمت أن في الوضع خطورة، كانت حتى تلك اللحظات تحملق في وجهه بإعجاب، بعيون ناعسة، وابتسامات ناعمة، وطقطقات سخسخة من شفتيها،، ماذا أقول وماذا أصف!!!
كل زميلاتها من حولها يعملن في صمت وبإحترام شديد، وينهين معاملات الناس بسرعة كبيرة، مع أنهن يحظين بمراجعين شباب ووسماء، إلا إنهن يستلمن الأوراق من المراجعين، ويراجعنها بسرعة، يختمنها ويقدمنها مع إبتسامة ترحيب بسيطة محترمة لا تكشف عن الأسنان ولا تكاد تظهر حتى، وبس، كنت أراقب المكان طوال فترة انتظارنا لدورنا، وكنت ألاحظ كيف تتصرف هي من بينهن جميعا مع المراجعين من الرجال، بشكل مختلف مع المتعاملات من النساء، فهي تبتسم للمراجعين الشباب كما لو كانت في ( دعاية معجون أسنان ) وتطيل الحديث معهم متعمدة حتى حينما يكونون مستعجلين وغير راغبين في الإطالة معها، وتتجهم وتلوي ( بوزها ) حينما تكون المراجعة إمرأة، كنت أراقبها وأدعو الله 🙏 في خاطري أن لا يظهر رقمنا في شاشتها 😩 فأنا لست مستعدة للتعامل مع هالأشكال اليوم بالذات، لدينا الكثير من الأعمال علينا أن ننهيها، وأنا وزوجي أخذنا من وظائفنا إجازتين عارضتين لننهي مهامنا.
لكنها لم تتوقف وبدأت تسأله بدلال أسئلة سخيييييييييييييفة، ليس لها علاقة بالأوراق، وليس لها علاقة بها أصلا، وتنظر لشاشة الكمبيوتر أمامها وكأنها تراجع شيء، لا أفهم ما هو أصلا، فكل ما هو مطلوب منها أن تختم الأوراق وبس، بينما زوجي هو يجلس أمامي متوتر، ويحاول أن يصرف نظره عنها إحتراما لي وخوفا عليها من بطشي 😡🤬😤، وكأنه يرجوني 🙏 أن أهدأ لكن بصمت، ويرجوها أن تختم وبأسرع وقت ولكن بصمت.
فتمالكت أعصابي أمامها لأجله، لكي لا أحرجه، ولا أحرج نفسي في المقابل، لكني بدأت العمل على قطع الإتصال بينها وبين زوجي، وذلك من خلال حيلة نفسية في لغة الجسد الإغوائية التي أعلمها دائما لمتابعاتي، أخذت حقيبة الأوراق، ورفعتها عن الأرض، ووضعتها على الطاولة أمام زوجي، وقطعت خط النظر بينها وبين زوجي بالحقيبة، لتنتبه لوجودي، ولأعلن لها أني لا اسمح بهذا التطاول، ثم قلت لها بجديه: ليتك تنظرين للأوراق جيدا، فهي كاملة، أسئلتك تعطلنا!!!!
وفعلت كما توقعت، هذه الشخصية سريعة الانسحاب، في أعماقها شخصية منسحقة، أقل تهديد يوترها، ويخيفها، بعد تلك الكلمات استاذنت بارتباك، وقالت سأتأكد وأعود، قامت مسرعة ودخلت إلى المكتب المجاور، وأنا أعلم تماما، أن لا شيء لديها لتغادر لكنها شعرت بالإحراج، وصدمتها ردت فعلي العنيفة، وشعرت بالخوف، والفضيحة، فأغلب هذا النوع من النساء غبيات يعتقدن أن النساء الأخريات غبيات مثلهن، فلا بأس أن استغفلت الزوجة المسكينة، وعاكست زوجها أمامها، ....... وعندما رحلت قلت بصوت عالي: ما هذه الموظفة، ماهذا التعطيل، لتسمعني زميلاتها، فنظرن بدورهن وقلن: لا بأس ستأتي، فقلت: لكنها تتصرف بغرابة، كل الأوراق لديها، فلماذا تعطلنا، أريد المدير،
قال زوجي مهدئا: اهدئي، لما الفضائح البنت لم تفعل أي شيء. فقلت له: بالضبط، هي لم تفعل أي شيء، ولهذا أنا غاضبة، عليها أن توقع معاملتنا مادامت أوراقنا كاملة، لماذا تعطلنا؟ فنظرت لي زميلتها التي تجلس خلف المكتب المجاور لها، وقالت: "الله يهديها بس، معك حق أختي، وأسمحا لي حينما رأيتها تماطل، وأنتم لديكم طفل رضيع، ومستعجلان، اتصلت بمشرفة القسم لتأتي، دقائق وستصل"
شعرت بارتياح كبير، فهناك من أحست بي، وشعرت بما يحدث، لست واهمة أذا، هي فعلا تماطل، وتتعمد تأخيرنا، وعلى ما يبدو أنها لا تعرف أن زميلتها أبلغت المشرفة، ... وبينما كنت أفكر، لمحت إمرأة جميلة، أنيقة، مهندمة، تنسدل على صدرها بطاقة ( رئيسة القسم )، أقتربت منا، حيتنا باحترام وتواضع، ثم رفعت أوراقنا من على مكتب تلك المتصيدة، قلبتها خلال دقائق، ثم قامت بختم الأوراق هكذا بسرعة، وأعتذرت لنا عن التأخير، في هذا الأثناء وقبل أن نستأذن كانت المتصيدة قد عادت إلى مكتبها، وعلى وجهها صدمة، فهي لم تتوقع أن ترى المشرف تقف هناك أمام مكتبها،
وهنا عادت وعينيها في الأرض، ولا ترفع رأسها مطلقا، وحينما رأتها المشرفة قالت لها: تعالي أريدك في المكتب" بينما كنا نحن نهم بالرحيل من المكان، ولم ننظر إليها أبدا، فيكفيها ما هي فيه من ذل ومهانة، وحرصت على أن يغادر زوجي المكان قبلي، لكي لا يراضيها بنظرة شفقة، أو مواساة على ما هي مقبلة عليه من مديرتها،
وفي السيارة قال لي: ما الذي أصاب تلك الفتاة، هل أنا وسيم لهذه الدرجة، التي تجعل النساء يفقدن عقولهن 😎 حينما يرونني؟؟
فقلت لها ضاحكة: "هدي أعصابك، وخف علينا يا توم كروز، لا ياعزيزي، السر ليس في وسامتك، وإنما السر في (السي في ) الخاص بك، فهي قرأت كل شيء عنك، ووجدتك صيدا ثمينا، يمكنها أن تكسب من علاقتها بك الكثير، وهناك أمر آخر وهو أني معك، أحمل طفلك، فبعض الفتيات مريضات نفسيا، يثير الرجال المتزوجون مشاعرهم، لأنهن يبحثن عن شووووووقر دادي."
قال: "معك حق، ألاحظ أني أتعرض للمغازلة أكثر حينما أكون معك، ووأستغرب لماذا لا تغازلني الفتيات حينما أكون وحدي؟ "
فقلت له محذرة: نعم، ولماذا تريد أن تتعرض للمغازلة حينما تكون وحيدا!! ( وهنا دست على البترول بدون شعور مني وأنا أقود السيارة )
قال: أوووووووب أووووووووووب، أسولف بس أسولف، هدي السرعة يا عمري، لا تحذفين السيارة في الدوار 😂😂.
في يوميات طفيليات جروب للكاتبة المخضرمة أميرة، اكتشفي كيف توقفينها عند حدها.
Collapse
-
كتبته:
قصص واقعية
- نشر: May 19, 2022, 07:30 AM
- 0 تعليقات
-
X
Collapse
موسوعة التنمية الذاتية
Collapse
موسوعة الحب والرومانسية
Collapse
موسوعة مرحلة الخطوبة
Collapse
موسوعة السعادة الزوجية
Collapse
موسوعة الثقافة الجنسية
Collapse
موسوعة الجاذبية والجمال
Collapse
موسوعة لغة الجسد
Collapse
موسوعة الإتيكيت
Collapse
عالم الإستفسارات
Collapse
الحياة بعد الطلاق
Collapse
موسوعة العرس والعروس
Collapse
موسوعة الحياة الأسرية
Collapse
موسوعة البيت السعيد
Collapse
حياتك بعد الأربعين
Collapse
موسوعة الأعياد والمناسبات
Collapse