فضفضة: رأيكم هو أكبر همي.

Collapse

X
 
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فضفضة: رأيكم هو أكبر همي.

    أنا معاقة حركيا ولكن إعاقتي بسيطة لم تعيقني عن مواصلة حياتي، و نظرة المجتمع ظلمتني كثيرا فحرمتني من حقي الطبيعي في الزواج، لكن لم أدرك هذه النظرة وظلمها إلا بعد أن كنت هيئت نفسي لان اكون زوجة وأم .. تخيلو منذ كنت صغيرة وأنا أقرأ وأثقف نفسي في هذا الأمور لدرجة أنني أصبحت مستشارة لأخواتي وزميلاتي في تربية أطفالهم و تعاملهم مع أزواجهم !

    فكيف بمن هي مستشارة تحرم من حقها الطبيعي والتي جبلت عليه ! بالرغم من أنني وحسب المقاييس البشرية كاملة والكمال لله وحده جميلة ..أنيقة ..متناسقة القوام نوعا ما.. مثقفة ..متعلمة ..موظفة ..ذو شخصية الكل يحترمها ولكن كل هذه الإمتيازات يضيعها عكاز اتكئ عليه ليس لي فيه لا ناقة ولا جمل، فأنا أنثى مكتملة الأنوثة ..

    أريد أن أمارس حقي الطبيعي في الحياة ولكن كيف؟! دعوني أخبركم، عندما تحرم المرأة من الأمومة تعشق صوت أي طفل، فكيف بمن تتمنى سماع صوت رجل؟ أنا أخاف الله ..أريد سماعه بالحلال، فكيف أعف نفسي وأعيش كما أتمنى وكما أنا مهيئة نفسي له، وكيف أقنع مجتمعي بأنني انسانة طبيعية!

    تقدم لي رجل .. رفضه أهلي وتشدد أخي بالرفض لكونه معدد، بالرغم من أنني رضيت به لأعف نفسي وأحقق رغباتي في أن أكون كما أتمنى، فأنا لا أتخيل نفسي سوى زوجة وأم، لا يهمني إن كان معددا، أو سيتزوج بي يومين ويتركني، المهم أن أنجب قبل فوات الأوان، أن أحظى بعناق رجل ما في الحلال، ولو لمرة واحدة في حياتي، ...

    تعنت أخي ولم يقف أحد معي بل تخلى جميع أفراد الأسرة عني حتى والدتي، من شدة خوفهم علي، خافوا أن تزوجت منه أن يجرحني، أو يقسو علي، أو يسرق مالي، فأنا أعرف كم يحبونني، علاقتي بهم يسودها الحب والاحترام والتقدير، ولي مكانة خاصة في قلوبهم وقلوب أبنائهم أيضا.

    أعرف أنهم خائفون على مصلحتي، قالت والدتي: ماذا ستفعلين بطفل بلا أب، فهذا الرجل يتزوج اليوم ويطلق غدا، ولديه اطفال في كل مكان لا يعرف عنهم شيء، ولا يرعى فيهم ذمة ولا ضمير، ماذا لو أنجبت منه طفلا، ومزق قلبك عليه، أعرف أنه يساوم حريمه على رواتبهم بحرمانهن من رؤية أبنائهم، ولديه أم تدعمه وتمعن في ظلم نسائه مثله.... لا تدعي حاجتك لرجل توقعك فيما لا يحمد عقباه.

    قلت لها: دعيني أجرب، دعيني أتزوج منه، وأنجب طفلا، وأنا مستعدة أن أتخلى عن كل مالي في سبيل ذلك الطفل، ما أدراكي يا أمي بحاجاتي ما أدراكي....!!!!؟؟

    وسألت نفسي حينها: لماذا لم يتقدم لي يوما غيره، لماذا لم يتقدم لي شخصا أفضل منه حالا، لماذا لم يكن هناك رجل بين كل الرجال يرغب في الزواج من إمرأة معاقة، لمااااااااااااذا، لماذا؟!!

    هل تعرفون ماذا قال أخي للخاطب ؟ قال له: أختي لا تصلح للإنجاب ولا للمتعة !!!!!!!!!!!!

    ما أدراااااااااااااااااااااك سامحك الله، أختك كالقابضة على الجمر، أختك أنثى مكتملة الأنوثة لا ينقصها شيئ، أختك إعاقتها في أقدامها فقط! ليست في مشاعرها، ولا في أنوثتها، وفي في رغباتها، ولا في حاجاتها الطبيعية...!!!

    عزيزاتي القارئات، لا تشفقن علي من فضلكن، لأن رأي أخي هو رأيكن أنتن أيضا، رأيكن جميعا، رأي المجتمع، ورأيكم بي هو أكبر همي وخالص معاناتي.

    هل توافق أحداكن على أن تخطب فتاة معاقة لشقيقها، الذي لم يسبق له الزواج؟ مستحيل! اعرف أن هذا مستحيل، حتى المطلق، حتى الأرمل، حتى المتزوج سابقا، نحن المعاقات في أجسادنا، مهما كانت أعاقاتنا بسيطة، نبقى حبيسات تلك الإعاقة في أذهان الناس، بسبب الإعاقات الفكرية التي تجعل الجميع عاجز عن رؤيتنا طبيعيات.

    هل أخطأت حينما فكرت مثلي مثل بقية الفتيات؟ هل أخطأت حينما استجبت لمشاعري كفتاة، ونسيت أني معاقة جسديا؟

    لقد بلغت ال44 من العمر الآن، وفاتني الكثير، بل فاتني كل شيء، بت ضائعة لا أعرف من أنا، أفتقد المعنى الحقيقي لحياتي، نعم أفتقده وبشدة وذلك لأنني، أخطأت عندما هيئت نفسي لأن أكون كما تتمنى كل فتاة، حيث لم أكن أدرك وقتها أن هناك عقليات لا تتقبل من هي في حالتي الصحية وتشكك في كوني انسانة طبيعية، ولديها مشاعر واحساسيس ورغبات، فتولد لدي صراع داخلي، بين ما أفكر وأشعر به، وما وهو واقع مفروض علي، وما كنت أحلم به وأطمح إليه،

    أشعر بتناقضات كبيرة في حياتي، رغم عمري لكن من يراني لا يعطيني هذا العمر بل أصغر بكثير وهذا من فضل الله، وفي داخلي لا أشعر بأنني بهذا العمر أشعر بأنني صغيرة، لهذا أشعر بتناقض مابين عمري وشكلي ومشاعري!

    أتمنى أجد نفسي، بالرغم من أنني ناجحة في حياتي العملية ولي مكانتي في المجتمع، ولكن انا لست سعيدة من داخلي، كنت دائما ما أقول في بداية حياتي أن الإنسان مخير في هذا الحياة، وكنت أشجع صديقاتي حينما كنت في العشرين، واخبرهن أنهن قادرات على تغيير مصائرهن، واختيار طرقهن في الحياة، لكن الآن، وقعت على حقيقة مرة، فأنا من بينهن جميعا إمراة مسيرة، فكل ما اخترته في حياتي، لم أحصل عليه، وكل ما لم أختره في حياتي فرضته علي الحياة، والظروف والناس.

    أتمنى أعيش باستقلالية وأمان وأن أنسى مشاعر ومطالب الأنثى التي بداخلي ..حتى أصل لقمة الرضى بما كتبه الله لي أنا راضية ولله الحمد ولكن كثيرا ما تغلبني مشاعر الأنثى فأشعر بصراع داخلي بين ماهو كائن وما يجب أن يكون ..

    وأعتذر لكم إن كنت قد قسوت عليكم في فضفضتي، فهذا من حر ما بي.
    ...

نشط حاليا

Collapse

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎