كثيرة هي المشكلات في العلاقات الزوجية، ولعل من أهمها وجود زوج متسلط، فهناك العديد من الزوجات يعانين من الزوج المتسلط، والذي يتسم باتخاذ القرارات بصورة فردية، بعيداً عن روح المشاركة التي تقوم عليها العلاقات الزوجية، مما يؤثر سلباً على تفاصيل الحياة، ويؤدي إلى إنتاج أجيال تسير على ذات نهج التسلط.

فالزوج المتسلط له سمات معينة تكمن في السيطرة على الزوجة في كل أمورها، يحرص على الاطلاع على أخص الخصوصيات، وأدق التفاصيل، سواء كانت مهمة له أو غير مهمة. وفي الغالب الشخص المتسلط هو شخص ضعيف، يحاول دائماً أن يخفي ضعفه وراء قناع التحكم.

لذلك أنصحك في التعامل معه، أن تدركي سبب خوفه المباشر والذي يدفعه للقلق، فهو يشعر بأن حياته خارج السيطرة وأنه عاجز عن تحريكها في الاتجاه الصحيح، ولهذا يكون الخوف من الفشل هو دافعه الأساسي لإبراز السيطرة والقوة أمام الآخرين:

- حاولي أن تكوني هادئة جداً عند التعامل معه، لأنه بمجرد شعور شريكك بأنه استطاع التأثير عليك وإشعال غضبك، فإن ذلك سيشجعه على محاولة التحكم بك أكثر، ويشعر بأن له أثراً ما عليك حتى ولو كان سلبياً. لذلك احتفظي بهدوئك أثناء التعامل معه ولا تظهري غضبك أبداً. ‏كما أنك لو أظهرتِ غضبك وعصبيتك أمامه، سيكون شخصاً أكثر حدة ولن يتوانى هو أيضاً عن الصراخ والعصبية، وبذلك لن تحل المشكلة بل ستزداد سوءاً.

- تجاهلي تصرفاته فأحياناً يكون تجنب التعامل مع الشخص المتحكم هو أفضل وسيلة للتوضيح له وإشعاره بأنه أصبح شخصاً لا يطاق، وأن عليه التغيير من سلوكه تجاهك وتجاه الآخرين، أو إكمال حياته وحيداً، لأن الباقين لا يحبون أن يسيطر أي أحد عليهم.

- يجب أن لا تستسلمي، وأن تثقي بنفسك وبقراراتك أمامه، ولا تمنحيه الفرصة ليشعر بأنه سيطر عليك، لأنه وقتها سيتمادى أكثر.

- تعاملي مع تصرفاته بطريقة إيجابية وحاولي التواصل معه بشكل هادئ عن طريق الحوار في أوقات هدوئه، اشرحي له الأشياء التي يفعلها وتثير غضبك، لا تحاولي أن تقولي أو تلمحي له أنه شخصية مهووسة بالسيطرة، ولكن أوضحي له أن لك شخصية لا تقبل أن تنصاع لأي أحد ولا تقبل التسلط من أحد.

- تعاملي معه بحسب الموقف، وحاولي اكتشاف ميوله واهتماماته وحاولي مشاركته بها، فذلك يجعل مجال للحوار بينكما.

- تحري المواقف التي تعكر مزاجه واعملي على تفاديها.

- تفهميه ولكن مع وضع حدود فلا تتنازلي كثيراً، لأن التنازلات تؤدي إلى الامتهان.

- امنحيه فرصة للتغيير لكي تسير بكم عجلة الحياة الأسرية على نحو الهدوء والسكينة والطمأنينة، وتعزز لديه التعامل الإيجابي.


* أما بالنسبة لكيفية إقناعه بطلبك:

في حال رغبتِ في عمل شيء لا يقنع شريكك فعليك اللجوء إلى الحوار والتفاهم، ويمكنك أيضاً أن تستخدمي الأساليب الذكية لتطلبي منه ما تريدين بعيداً عن الخلافات، ليفهم شريكك أنك ترغبين في تحقيق ما تريدين وفي نفس الوقت لا ترغبين في مخالفته.

- اختاري الظرف والمكان المناسبين، فلا تطلبي منه وهو غاضب أو مغتاظ منك، بل احرصي دائماً على اقتناص الفرصة الملائمة، كأن تقنعيه بما تريدين في اللحظة التي يكون فيها مسروراً بصحبتك، وراغباً برفقتك.

- اقنعيه بما تريدين وأنت مبتسمة، وافعلي كل ما يجعله يبادلك الابتسامة، وحافظي على ابتسامتك حتى النهاية.

- أيضاً بإمكانك استخدام الإيحاء النفسي معه، كأن تسأليه في البداية أسئلة لا يحتوي جوابها على كلمة لا، بل اسأليه أسئلة تحمل جواب كلمة نعم دوماً، فذلك سيجعله يتحضّر ويتهيّأ ذهنياً لكلمة نعم.

- عبري له عن مدى سعادتك حينما يلبي لك رغباتك.

- تعرفي على نمط شخصيته لتتعرفي على طرق التعامل المناسبة لطبيعته.