قبل كل شيء، لعلك ومن حيث لا تعلمين، دمرت مستقبل أبنك الجنسي، حينما أخبرته تلك القصة المرعبة عن الرجل أو المرأة الذين يقطعون ذكر الأطفال!!!، كل هذا لأنك خائفة من الإحراج أمام الناس، ام لأنك عاجزة عن فتح حوار طبيعي مع طفلك، فهو في نهاية الأمر إنسان، لديه عقل ليستوعب، لكنك إخترت أن تتصرفي معه ككائن لا عقل له، وبدلا من أن تجلسين معه، وتتحدثين إليه قررت أن تمارسين عليه أسلوب التخويف، الذي قد يجعله يكبت رغباته مدى الحياة.

اختي العزيزة ابنك ما يزال طفلاً والموضوع بالنسبة له فسيولوجي هو نفسه لا يعلم مالذي يحدث له ... واسمحي لي ان اقول لكِ مع الأسف تصرفك مع ابنك ليس صحيحاً ردة فعلك وتصرفاتك معه قد تسبب له شعور بالذنب يكبر معه وقد يتحول الى ضعف جنسي مستقبلاً ، علينا ان ندرك جميعاً ان الأطفال سيمرون بمرحلة استكشاف اعضاءهم التناسلية بارادة اباءهم او بدون ، بالطريقة الصحيحة والسليمة او بطريقة خاطئة ، لذلك على كل أم وأب تقبل هذا الأمر ومحاولة مساعدة ابناءهم على الاستكشاف الصحيح وبطريقة سليمة ...

في مثل حالة ابنك اختي الكريمة يجب عليكٍ

عدم التركيز والمراقبة لجميع تصرفاته ، اعطائه مساحة من الحرية لاستكشاف اعضاءه ( لا تراقبيه في كل مره يختلي فيها بنفسه ) . اخبريه انه عندما يضايقه عضوه ويشعر برغبة في حكه يذهب للحمام او لغرفته ويحك عضوه أي ( أنه يمكنه حك عضوه ولكن ليس أمام الناس ) من باب الأدبيات والذوقيات بهذه الطريقة انتِ لن تكوني سبب في موضوع الكبت واصابته باظطرابات جنسية مستقبلاً .

ستقولين سوف يكبر ويمارس العادة السرية ، ونحن نقول لكِ في كل الأحوال سيمارس العادة السرية، سيمارسها شئت أم أبيت، سيمارسها بقضيب منتصب أو بقضيب عديم الإنتصاب ( في حالة أنك ساهمت في عقدة تعيق انتصاب قضيبه مجددا ) سيمارس العادة السرية لأنها جزء من التنفيس الجنسي الطبيعي للإنسان، بل ومن متطلبات الصحة النفسية والجنسية ، حتى أنه لو لم يفعلها واعيا فعلها مستحلما، لحاجة جسده الملحة للتفريغ،

كل ما عليكِ فعله كأم هو تعليم ابنك الطرق الصحيحة لحماية نفسه من الاخرين، من جهة، ومن جهة أخرى توجيهه إلى عدم إدمان هذه العادة، وذلك من خلال الحديث إليه، عن ما هو مسموح، وعن ما هو مرفوض، أزيحي هذا الحاجز بينك وبين أبنك وتحدثي إليه بوعي، وبأسلوب علمي، بدلا من الإختباء وراء القصص الخرافية المرعبة التي قد تقضي على كفاءته الجنسية مدى الحياة.

يمكنك أيضاً تسجيل ابنك في نادي رياضي او بفريق كرة قدم، سلة، طائرة، نادي للسباحة، للفروسية، للرماية، اشتري لها دراجة هوائية ليقضي عليها يومه، شجعيه على رياضة المشي، أو الجري، أو زيارة الجيم بانتظام، فالرياضة والحركة تساعد على تفريغ الطاقة وبالتالي تقل نسبة تدفق الدم لعضوه الذكري وانتصابه ...

لا تشعريه بأن انتصاب عضوه الذكري مشكلة صحية بكثرة تركيزك له وملاحظتك ومراقبتك سيتطور الأمر عنده لمشاكل وعقد جنسية ، اشعريه بأن الأمر طبيعي المهم ان لا يقوم بعمل حركة الحك وغيرها من الحركات أمام الناس ...

اذا كان في بداية دخوله للمدرسة اخبري معلمته ووضحي لها الأمر واطلبي منها ان تجعله يشارك بأنشطة وتشركه مع زملاءه وحذريها من أي ملاحظات او ايماءات او اي تصرفات قد تؤذي نفسيه الولد وتشعره بالذنب او انه مراقب ، وضحي لها في حال ونسى ابنكِ وحك عضوه أمام الجميع ان عليها توجيهه بالذهاب للحمام باسلوب هادئ ...

اما اسطورتك بخصوص الرجل الذي سيقطع ذكر كل شخص يمسك عضوه حاولي سريعاً بالغاء هذه الفكرة من باله ، أنت قد تخيفين طفلك الأن وتجعليه يخاف من حك عضوه لكن عندما يكبر سيتحول الأمر الى عجز جنسي بعد الزواج كلما يشعر بانتصاب لن يستطيع المواصلة فيه لأن الأمر أصبح عقدة بالنسبة لديه ، فلا تكوني سبباً بمشكلة قد تنزع سعادته ...

الأمر بسيط جداً لا تحولي الغاء هذه العادة انما علميه الا يمارسها امام الناس من جهة، وحاولي إشغاله ايضا بالرياضة والأنشطة والهوايات لكي يقلل من ممارستها قدر الإمكان.

كلنا ثقة بقدرتك على التعامل مع هذا الموضوع ...
نتمنى لكِ ولأسرتكِ حياة سعيدة

ملاحظة:

لتوجيه الأطفال وحمايتهم من جرائم التحرش الجنسي أو الإغتصاب: وأخبريهم أن التحرش او الاغتصاب هو محاولة الاخرين لمس اعضائهم الحميمة او رؤيتها او جعلهم ينظرون لاعضائة الخاصة , وهنا لابد أن يستشعرو الخطر .اشرحي لهم هذه المفاهيم بطريقة سليمة وصحيحة وبعيدة عن التخويف والترهيب , حتى يحظو بعلاقة جنسية صحية في المستقبل , فكل ما ستوجهينهم اليه اليوم سيكون له بالغ الاثر عليهم في المستقبل وعليه احرصي ان تخبريهم عن الامر بطريقة سليمة , لا تصفي الفعل بتفاصيله ولا تكذبي او تهولي او تجعلينه فعلا مجرما وقبيحاً ويستدعي الشعور بالذنب وتانيب الضمير واعلمي انهم سيجمعون معلوماتهم من حولهم فالافضل ان تزوديهم بالمعلومات الصحيحة حتى لا يقعو فريسة الجهل والمفاهيم المغلوطة .