مرحبــــــــــاً غاليتـــــــــــي..

المشاعر أساسها القلب وإن لم تكن نابعة منه ومفتعلة أصبحت باهتة بلا معنى وتظهرنا كالبلهاء؛ وإن جمدناها أصبحنا كالدمى.

بعض الأشخاص يعتبر مشاعره خصوصية لا يطلع أحداً عليها خصوصاً الغرباء، وبالمقابل يأخذ بعضاً حريته -مع أهل بيته أو الأصدقاء المقربين- من ضحك ومرح أو من إبداء الضيق، مع وجود صعوبة بالتعامل بنفس الشكلية مع الآخرين، وهذا أمرٌ طبيعي، إنما لا تجعليه يزيد عن حده، بحيث تكبتين مشاعركِ في كل موقف.

المشاعر على اختلافها تتولد من أفكار أو مواقف، وتُعطي مساحة للإنسان بأن يُعبر عنها عبر ردة فعلِ ظاهرة، سواء كانت سلبية أو إيجابية، لكن السؤال هنا إذا كان سيكبت كلاهما فماذا سيظهر؟! .. وما ستكون نتائج الكبت؟! بالتأكيد لن تكون مُرضية أبدًا.

لا ننكر أن للنشأة (الطفولة)، وللبيئة تأثير كبير ومباشر على مشاعر الإنسان وتصرفاته معها، لكن لتعلمي غاليتي بأنها ليست كل العوامل وبإمكانكِ تغييرها بل وتحييد هذا التأثير عليكِ.

لن يكون المطلوب منكِ مستحيلًا؛ بل هو أن تكوني أنت وفقط، أي كوني عفويه، عبّري بتلقائية وعفوية مع السيطرة على زمام بعض المشاعر السلبية مثل الغضب، لا تكبتيها لكن صرّفيها بطريقة لا تؤذيكِ ولا تؤذي الآخرين، تحرري من قيود الخوف، وانفضي عنكِ فكرة مراقبة الناس لكِ، ربما شعوركِ بأنهم يراقبونكِ أو أنهم في كل مرة سيعلقون على مشاعركِ بشكل سلبي هو ما يدفعكِ لكبتها

بشكل عام نحن لا نعرف عن سبب كبتكِ لمشاعركِ، وما إذا كان بسبب مواقف تعرضتِ لها أو إقصاء الآخرين لمشاعركِ و دوركِ ... الخ، لكن جميلتي تجاوزكِ لهذا الحاجز لن يكون إلا بقناعة ذاتية منكِ، وبإرادتكِ، أقولها مرة أخرى "كوني أنتِ" ، لا تُقيدي نفسك حسب توقع الآخرين ونظرتهم إليكِ، كوني حرة بذاتكِ؛ تنتقين ردات الفعل المناسبة التي تعكس مشاعركِ الداخلية ( يكمن السر في التوازن).


لابد أن تمتلكين ذكاءً عاطفياً يمكنكِ من السيطرة على مشاعركِ وتوجيهها وإدارتها على الوجه الأنسب لتزدهر علاقاتكِ، لا تقمعي فرحتكِ وتداريها في داخلكِ، بل يجب إطلاق العنان لها بحرص ورزانة، وبالمثل في مشاعر الضيق .. إختيار الأشخاص المناسبين للبوح لهم، وإدارة مشاعركِ والسيطرة على السلبية ستمكنكِ من اجتياز هذا الحاجز.

أخيراً: لا تقلقي فهذهِ ليست مشكلة حتى وإن كانت متراكمة من سنين عدة فالحل بسيط وبين يديكِ عليك الممارسة فقط كما ذُكِر أعلاه.


نتمنى لكِ حياة سعيدة.