الشعور بالتبول أثناء العلاقة الزوجية عند الرجال: الأسباب، العلاج، والحكم الشرعي لبعض السلوكيات المرتبطة
تُعد العلاقة الحميمة بين الزوجين من أسمى صور القرب العاطفي والجسدي، إلا أن بعض الأعراض والمشاكل التي قد تظهر خلالها أو بعدها قد تُثير القلق والارتباك، مثل الشعور المفاجئ بالحاجة للتبول أثناء الجماع، خصوصًا لدى الرجال. في هذا المقال، نستعرض الأسباب الطبية والنفسية لهذه الظاهرة، وطرق العلاج، إضافة إلى مناقشة بعض السلوكيات المرتبطة بها من منظور شرعي.
🔍 أولًا: ما أسباب الشعور بالتبول أثناء العلاقة الزوجية للرجال؟
هذا الإحساس لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية خطيرة، لكنه قد يرتبط بعدة عوامل:
1. الضغط على المثانة بسبب الانتصاب أو الوضعيات
أثناء الانتصاب، يحصل تدفق دموي كبير في منطقة الحوض، وقد تضغط الأعضاء المنتفخة مثل القضيب أو البروستاتا على المثانة، مما يعطي شعورًا كاذبًا بالحاجة للتبول.
2. التهاب أو تضخم البروستاتا
البروستاتا هي غدة تحيط بالإحليل، وأي تضخم فيها – حتى لو بسيط – يمكن أن يؤدي إلى ضغط على الإحليل والشعور بالحاجة الملحة للتبول. هذا العرض يُعد شائعًا لدى الرجال بعد سن الأربعين.
مثال: رجل في الخمسين من عمره يلاحظ أنه أثناء العلاقة يشعر بحاجة للتبول، وحين أجرى فحصًا للبروستاتا، اكتشف وجود تضخم بسيط يمكن التحكم به بالأدوية.
3. فرط نشاط المثانة (Overactive Bladder)
وهي حالة تسبب رغبة متكررة وقوية في التبول، حتى بدون امتلاء المثانة فعليًا، وقد تزداد الأعراض مع الإثارة الجنسية أو التوتر خلال العلاقة الحميمة.
4. الخلط بين الإحساس بالتبول والقذف
أحيانًا، وبالذات لدى الشباب أو من لم يُمارس العلاقة كثيرًا، قد تختلط الإشارات العصبية في الدماغ بين الإحساسين، نظرًا لأن مجرى البول والقذف مشترك جزئيًا.
5. عدوى أو التهابات في المسالك البولية
قد تسبب حرقة أو شعورًا بالحاجة للتبول أثناء الجماع، وتزداد احتمالية ذلك في حال وجود ألم، أو خروج إفرازات، أو تغير في لون البول.
🧪 ثانيًا: علاج التبول أثناء العلاقة للرجال
العلاج يعتمد على السبب، ولكن هناك خطوات مشتركة للتشخيص والتعامل:
✅ خطوات أولية:
-
زيارة طبيب المسالك البولية لإجراء فحص سريري وتحاليل بول وسونار للبروستاتا والمثانة.
-
التأكد من خلو الجسم من الالتهابات أو العدوى.
-
مناقشة الأعراض بصراحة مع شريك الحياة، لتجنب الإحراج والضغط النفسي.
💊 خيارات العلاج الممكنة:
1. أدوية لتقليل فرط نشاط المثانة
مثل: Oxybutynin أو Tolterodine، تقلل من التقلصات غير الإرادية في عضلة المثانة.
2. مضادات حيوية إذا وُجدت عدوى
تُعطى بناءً على نتائج تحليل البول.
3. علاج تضخم البروستاتا
ويشمل أدوية مثل: Finasteride أو Tamsulosin.
4. التدريب السلوكي للمثانة
تعويد الجسم على عدم التبول مباشرةً عند الشعور بالرغبة، مما يزيد من تحكم الشخص بالمثانة حتى أثناء العلاقة.
5. تفريغ المثانة قبل الجماع
عادة بسيطة وفعالة، لتقليل الضغط على المثانة وتجنب الإحساس المزعج خلال العلاقة.
🕌 ثالثًا: حكم تبول الزوجة على زوجها خلال العلاقة الزوجية
هناك حالات نادرة قد تشمل سلوكيات غير معتادة أثناء العلاقة الحميمة، كأن تطلب الزوجة أو الزوج تبول أحدهما على الآخر، سواء بدافع الإثارة الجنسية أو الفضول.
🧭 ما حكم هذا في الإسلام؟
أولًا:
-
لا يوجد في النصوص الشرعية نصٌّ صريح عن هذه المسألة، ولكن يُقاس الحكم بناءً على قواعد الشريعة.
ثانيًا:
-
النجاسة: البول من النجاسات التي يجب تطهير البدن والثوب منها للصلاة، وقد نهى النبي ﷺ عن تعمّد تعريض النفس للنجاسة.
ثالثًا:
-
الكرامة الإنسانية: السلوكيات التي تُهين أحد الطرفين، حتى لو كانت برضا الطرفين، تُعد غير لائقة شرعًا ولا تُناسب العلاقة التي شرعها الله للمودة والرحمة، لا للإذلال أو التشبّه بسلوكيات قوم لا يُقرها الإسلام.
⚠️ الخلاصة الفقهية:
-
يحرم تعمُّد التلذذ بالنجاسات أو التبول على الآخر في العلاقة، وإن حصل ذلك، يجب الغُسل والتطهير للصلاة.
-
العلاقة الزوجية في الإسلام يجب أن تبقى في إطار الكرامة والاحترام، حتى في لحظات الانفعال العاطفي أو الجنسي.
✨ خلاصة المقال:
-
الشعور بالتبول أثناء العلاقة لدى الرجال قد يكون طبيعيًا أو مؤشرًا على حالة صحية، مثل التهاب البروستاتا أو فرط نشاط المثانة.
-
العلاج متاح وسهل في أغلب الحالات، ولا داعي للحرج.
-
في كل الأحوال، يُنصح باستشارة طبيب مختص وفتح باب الحوار مع الشريك.
-
السلوكيات الغريبة في العلاقة الحميمة يجب أن تبقى ضمن حدود الشرع والاحترام، لأن الإسلام يحترم الغريزة لكنه يهذبها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق